آخر تحديث :الخميس-05 ديسمبر 2024-03:25م

حرية المرأة.. "كشف الجسد" و"التعرّي"

الأحد - 10 نوفمبر 2024 - الساعة 12:40 ص

نشوان العثماني
بقلم: نشوان العثماني
- ارشيف الكاتب


الحديث حول تقدّم وحرية المرأة غالبًا ما يتم تشويهه وتحويله إلى نقاش حول "كشف الجسد" و"التعرّي"، وكأن حرية المرأة وقيمتها في الحياة والمجتمع لا يعني إلا التمرّد عند هذا المستوى. (ولأنهم ينظرون إليها مجرد "جسد" كما يبدو، فلا يذهب تفكيرهم إلا إلى هذا المذهب.)


وهو تبسيط واستنقاص يهدف إلى إبعاد النقاش عن جوهر القضية؛ فبدلًا من مناقشة حقوق المرأة في التعليم والعمل والمشاركة السياسية واستقلالها المالي، يتم جر المسألة إلى نقطة سطحية مستفزة.


للأسف، من يقومون بهذا التبسيط يعتبرون أن التقدم يتعارض مع الأخلاق والتقاليد، ما يؤدي إلى اختزال حرية المرأة في مجرد "التعري" أو الشكل الخارجي، متجاهلين أن حرية المرأة هي الاحترام الكامل لحقها في اتخاذ قراراتها وتطوير إمكانياتها.


والتفكير بهذا الشكل يعكس تخوفًا حد الرعب من استقلال المرأة –وبخاصة الاستقلال الفكري والمادي- ومن قدرتها على أن تكون شريكة حقيقية في المجتمع، ويبدو أنه مبنيٌ كذلك على الرغبة في السيطرة على قراراتها واختياراتها، سواء كانت متعلقة بردائها أو بمسار حياتها بالكامل.


متى تتقدم المرأة؟

ببساطة، حينما تتعلم وتشق طريقها إلى سوق العمل، وإذ لا يكون الاستقلال المادي إلا بداية لرحلة وعيٍ ونضجٍ، رحلة القراءة/التحوّل والتأمل والتفكيرٍ والتجديد.


وهذا لا يعني أن ترى نفسها أعلى من الرجل؛ فهي ليست أعلى، كما ليست أقل.

يقف الاثنان جنبًا إلى جنب في مرتبة متساوية،

يتقدمان معًا يدًا بيد، في مسار يشكّل فيه التفاهم والتكافؤ قوةً خفية، والمشتركات بينهما أرضًا خصبة لبناء مجتمع أعمق فهمًا وأقوى رباطًا.


صباح الفل والورد..