آخر تحديث :الأحد-15 ديسمبر 2024-01:06ص

حلمي الأغرب الاقرب إلى فيلم حياة الماعز

الجمعة - 06 سبتمبر 2024 - الساعة 01:20 ص

ماجد الداعري
بقلم: ماجد الداعري
- ارشيف الكاتب


اتفقت أنا وصديقي باسم الصبيحي على القيام برحلة صباحية غير مسبوقة، على متن سيارته، أمس الأول، قبل ان نتوه في صحراء مترامية الأطراف ونحن في طريقنا إلى مناطق سياحية جديدة لدولة مجاورة نشأت حديثا بمناطق مقتطعة من ذباب والمخا إلى رأس العارة ويحاول أبناء الصبيحة بسط سيطرتهم المشروعة عليها باعتبارها في أراضيهم التاريخية..

وبينما نحن نسير في سيارة صديقي الصبيحي ونلوك أغصان القات ونسمع لاغاني مشعجل وابوبكر سالم بلفقيه وفيصل علوي ، ونتجاذب أطراف الحديث عن حق الصبيحة في استعادة اراضي دولتهم المحتلة وضرورة دعم حقهم المشروع في اقامة دولتهم الصبيحية المستقلة وإنهاء حالة الظلم والتهميش التي يتعرضون لها منذ عقود من الزمن..

سألني شخص صبيحي ثالث مسلح، كان يقعد في المقعد الخلفي مرافق ودليل لرحلتتا وقال:
لماذا لا تفتحوا لنا اغاني من الفن صبيحي يابوبشار..؟
فقلت له مستغربا وأنا احاول إجراء عملية مسح على ذاكرتي: وهل هناك فنانين معروفين بالصبيحة يمكن سماع اغانيهم..؟

فقال: نعم يوجد الكثير وأنا منهم لولا أنهم اغرقونا بالثارات والعسكرة وحرمونا من حقنا في تعليم الفن والموسيقى والعزف وغيرها من الفنون يا استاذ..

وقبل أن أرد عليه بالتصحيح لكلامه، تفاجأنا باختفاء الرؤية تماما عن وجوهنا وضياع الطريق نتيجة هبوب عاصفة رملية مفاجئة افقدتنا الطريق والقدرة على ااتيانرار بالسير..
فتوقفنا ونحن نسبح لله بأن يفرج عنا هذه الكربة وان يخرجنا منها سالمين ..
ولم نعرف إلا وقد دفنتنا والسيارة بشكل تام تحت الرمل وأصبح علينآ أن نبحث عن مخرج من بين الرمال إلى سطح الأرض بكل الطرق ولو كلفنا ذلك حياتنا..
ففتحنا أبواب السيارة بكل قوة وبدأنا نسبح بين الرمال نحو الأعلى وكأننا سلاحف تتشقلب بين الرمال
وكأنما الرمال أيضا مياه حامية لا تراب ورمل جاثم علينا بالاطنان..

وخكذا بقينا نبحر بين الرمال حتى غرفنا بأننا قد فقدنا صديقي باسم بين الرمال فزاد خوفنا وعدت للبحث عنه اولا بين الرمال بدلا من البحث عن مخرج من تحت اكوام الرمال المتحركة..
غير ان صديقي المسلح الصبيحي الآخر اقنعني بأنه قد أخبره أنه سيتجه باتجاه آخر لعله يجد مخرجا قبلنا فيرشدنا إليه فنصعد معا من تحت الرمل..
فارتحت قليلا .. وعدت للبحث عن مخرج انقذ فيه نفسي ومن معي ونصل منه انا وصديقي الصبيحي المسلح إلى سطح الأرض..
وهكذا بقينا نسبح بين الرمال  عدة أيام حتى كدنا أن نموت من الجوع والعطش والتعب والارهاق ولم نعد نتذكر كيف يمكننا الخروج أو الوصول إلى صديقنا الضائع باسم..
وبعد ان يأسنا من النجاة واستلسلمنا للموت والجوع والعطش والتعب والارهاق والامهاك..
رأينا كهلا مسنا رثا منهكا اكثر منا كثيرا يسبح مثلنا بين الرمال بتعب شديد ظاهر على شكه وكأنه قد أضاع الطريق، فظننته أولا صديقي باسم قد عاد منهكا هكذا، بعد أن اكتشف سر الخروج من باطن الرمال..وفرحت لعودته..

لكنه كان شخصا آخرا كبيرا جدا بالعمر ويظهر بأنه منهك جائع مصاب بنوبات هيستيرية مخيفة كلما اقترب منا بشكله المخيف حتى استدعى ذلك صديقي الصبيحي إلى شحن او تعمير سلاحه الرشاش الذي كنت أظنه قد تخلى عنه من شدة التعب والارهاق بين الرمال ..
وحينها استعد لمواجهة المسن الذي يقترب منا وكأنه يريد أن يلتهمنا جمعيها بشكله المخيف..
فووجه صديقي الصبيحي السلاح نحوه وسأله بكل ماتبقى له من صوت اجش
من أنت؟!
فتوقف الشايب برهة والقى نظرات كم الحسرة على جسده المنهك ولباسه الرث
وعاد وابتسم لنا بفم مدمر تماما أكثر منه وبدون اسنان خالص، ثم حاول ان يطمأننا بأنه المنقذ لنا.

وحينها زاد  قلقنا منه أكثر
فكرر صديقي الصبيحي سؤاله له مرة أخرى..
من أنت ياهذا قبل أن...؟!
فقال اخ بصوت منكسر
أنا الجنوب ياولدي العزيز وجئت إلى هنا لإنقاذكم واخراجكم من ظلام الرمال الى نور الأرض..
فصدمنا بصدمة لم نستطع تقبل حقيقتها المرة من أي ناحية، ولم يستطع صديقي تقبل الموقف ولا الخروج من تحت باطن الرمال وفضل ان يضغط على زناد سلاحه والاجهاز على ذلك الشايب الكهل المسن بقتلة شنيعة أفقت على هولها من سبات حلمي الاغرب في حيآتي وقمت مباشرة لأكتب لكم هذا الحلم قبل أن أنسى تفاصيله الاقرب إلى فيلم #حياة_الماعز الهندي المثير للجدل..
#ماجد_الداعري