بعد ان دخلت سجن البحث الجنائي بحوالي نصف ساعة استدعاني شخص الى باب السجن طالبا مني شفرة فتح جهازي المحتجز لدى شرطة تعز استغربت من الطلب وحاولت الاستفسار ماعلاقة الجهاز (التلفون) طالما المنشورات لاتناكر حولها ..?! ومع ذلك ابديت استعدادي لفتح شفرة الجهاز (الرمز) حال احضاره واكدت لذلك الشخص اني سامكنه من تصفح الجهاز كمايريد كون محتوياته منشورة ولايوجد شيئ مخفي.لكنه رد بالحاح لاعطائه الشفرة او الرمز .فادركت ان الجهاز ليس لديه واكدت عليه ان عملية الفتح تتم بامر من رئيس النيابة وهو المخول وحده بمنح الامر من عدمه. انصرف الرجل لتوه يهز رأسه مستهزئا بما القيت عليه فيما يبدو ..وسارعت لمعرفة هويته لاكتشف انه يعمل مسئول وحدة جرائم المعلومات بالبحث الجنائي ويدعى عبدالكافي . الفضيحة كانت صبيحة اليوم التالي حينما حضر زملاء لزيارتي واكدوا لي ان جهازي فتح وتم استلام رسائل ورن جرس الاتصال مع انه مغلق ولايفتح الا بشفرة يعني (رمز) ..تاكد لي ان محاولة مسئول جرائم المعلومات انتزاع الشفرة مني كانت لتبرير عملية كسر شفرة الجهاز وربما ان العملية تمت خلال تلك الاثناء . الجهاز تعرض لعملية قرصنة عبثية مع انه لاحاجة لها كونه مجرد امانة ..وليس محل جريمة اصلا حتى يخضع لعملية قرصنة من اجل تفتيشه وتقليب محتوياته .. الشاهد هنا ان كل الامانات تخضع للقرصنة في شرطة تعز وهذا يضعنا امام سلطة يعتند نظام القرصنة والتجسس على المواطنين بصورة غير قانونية .. الامر الذي يجعل المواطن يحتاط من شرطة لاتعير القانون اهمية وتحرص على ايذاء المواطن اكثر من خدمته.امضيت اليلة الاولى والثانية في السجن بين الكتن والروائح (الزنخة) من دوراة المياة . نزلاء السجن بالعشرات يتناوبون على حمامين اثنين فقط متهالكين للغاية وبجانبهما اثنين آخرين مغلقين لعدم الصلاحية .وهناك مياة تسيل من صنبور اشبه بالمغذية ان لم تكن كخيط ابو خمسة ملي ..?! علمت فيما بعد ان المياة يتكفل بها مسئول السجن ويوفرها من الرسامة التي ياخذها من القادرين ليوظفها في شراء المياة للمساحين ..يعني ان سجن داخل منشأة عقابية لايمتلك خزان ارضي رغم وجود امكانية لذلك .اعداد هائلة تدخل وتخرج من السجن دون ان يكون هناك اهتمام باعادة تاهيل السجن وتنظيفه من الحشرات الناقلة للامراض وتزويده بالمعقمات وتغير الفراشات المتهالكة .. اظن ان من واجب الجهات الاغاثية والانسانية زيارة السجن وتقديم مايلزم .. وقبلها ضرورة الكشف الدوري لرئيس النيابة عبر نزول ميداني للاطلاع على قضايا السجناء وعدم الاكتفاء بماتقوم به نيابة البحث من دور الذي يغلب عليه الطابع الاداري .. واود ان اسجل قصور واضح لرئيس النيابة العامة في غياب لجان التفتيش للسجون الخاضعة لشرطة ومحور تعز حيث الانتهاكات ونظام الا دولة .حيث لاحظت ان النيابة لاتتدخل في شئون ماتسمى باللجنة المشتركة وهي تتولى اعمال التحقيق في قضايا الاشتباه الواسعة الانتشار هذة الايام واغلبها تكون نتاج بلاغات كاذبة لتصفية حسابات او سوء تقدير وضعف تاهيل وغياب معلومة لدى الجهات المعنية .دخول النيابة على الخط سيسهم في وقف الانتهاكات وسيمنع اطالة امد الاحتجاز وربما سيعطي صورة جيدة عن تعز وعن الشرعية عموما .. يتبع 7