كشف الرئيس عبدربه منصور هادي، عن الغالب والمغلوب في الصراع بين تحالف الإنقلاب جماعة الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي تشهده العاصمة صنعاء منذ أسابيع .
وقال هادي في حوار أجرته معه صحيفة القدس العربي، أنه يرى أن الغلبة في حال إندلعت معركة بين الطرفين لجماعة الحوثي، مبرراً ذلك بإن الحوثيين أصبحوا أقوى من صالح الذي أدخلهم صنعاء لينتقم من خصومه .
وأضاف "الحوثيين لم ينسوا الحروب الست بينهم وبين صالح، ولم ينسوا دم حسين الحوثي، فعملوا على إضعاف علي عبدالله صالح، وهم اليوم أقوى منه، وأي مواجهة بين الطرفين ستنتهي لصالح الحوثيين، لأن صالح فقد ثقة مؤيديه الذين يشعرون أنه باعهم للحوثيين، وفقد ثقة الجيش بعد أن تحالف مع الحوثيين وفرط في دماء شهداء الجيش في الحروب الست السابقة مع جماعة الحوثي".
وأوضح الرئيس هادي في حواره مكامن المشكلة مع جماعة الحوثي المتمردة، بقوله "مشكلتنا مع الحوثي تتمثل في أنه يرى أن معه أمراً من الله وأنه مكلف بالحكم وأن السلطة من حقه، وهنا كيف تتفاهم ـ سياسياً ـ مع رجل يرى أنه مكلف من الله، ثم المشكلة الأخرى تتمثل في امتثال الحوثيين للأوامر الإيرانية".
وأضاف "الحوثي يرى أنه مقدس، ونحن نرى أننا كلنا «عيال تسعة» من المهرة إلى صعدة، ولا أحد أفضل من أحد" .. لافتاً إلى أن الحوثيين يحملون مشروعاً دينياً يقوم على تمييز الناس إلى مقدسين وغير مقدسين، مكرراً اتهامهم بالارتباط بإيران التي أكد أنها تسعى للسيطرة على مضيق باب المندب عن طريق دعم الحوثيين الذين ذكر انهم ينقضون اتفاقاتهم مع الحكومة بناء على تعليمات من طهران، مجدداً اتهام الرئيس السابق علي عبدالله صالح بإدخال الحوثيين صنعاء.
كما جدد الرئيس هادي تمسكه بـ«الدولة الاتحادية» والتي قال أنها المخرج من الحروب والانقلابات التي تعصف باليمن منذ أكثر من خمسين سنة حسب تعبيره، وأضاف "الاتحادية هي التي ستحافظ على اليمن موحداً، وستبعد عنه مخاطر التقسيم، لأنها تضمن وحدة البلاد على أن تبقى سلطات كل إقليم التنفيذية والتشريعية والقضائية ضمن حدود الإقليم دون السيطرة على الأقاليم الأخرى، وكما كانت إحدى الشخصيات اليمنية تقول «وِحدة وكلٌ وَحده»، بما يعني بقاء أهل كل إقليم بسلطتهم وثروتهم داخل إقليمهم مع وجود حكومة اتحادية لها سلطاتها وثرواتها المحددة بقانون".
واتهم هادي، الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح بالقيام بالانقلاب من أجل إجهاض مشروع الدولة الاتحادية التي قال إنها تقضي على طموحاتهم في الانفراد بالسلطة والثروة.
وأكد أن ما يسمى بـ«المجلس الانتقالي» الذي يرأسه محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي والذي يطالب بعودة دولة الجنوب ما قبل عام 1990، يعتبر في حكم المنتهي، وأن مخرجات الحوار الوطني قد أنصفت القضية الجنوبية وضمنت حلها.
وكشف الرئيس هادي أسباب الجمود الذي تشهده بعض الجبهات وحالة تشبه اللاحرب واللاسلم، مرجعاً ذلك إلى عدم الاتفاق حول ترجيح أي من الخيارين السياسي والعسكري.
وقال "أوروبا مثلاً مع حل سياسي، والإدراة الأمريكية تريد ضرب المصالح الإيرانية في اليمن عن طريق دعم الحل العسكري، لأن الأمريكيين يرون أن نهاية المشروع الإيراني في اليمن يمثل بداية نهاية الطموح الامبراطوري الإيراني. وفي قمة الرياض التي حضرها الرئيس الأمريكي (دونالد) ترامب قال لي الرئيس الأمريكي: نحن وأنتم متقفون على مكافحة القاعدة وداعش والحوثي وإيران، وهذا الموقف أفضل بكثير من موقف إدارة باراك أوباما الذي كان يسعى للتمكين للحوثيين في اليمن ليتم له إنجاح الاتفاق النووي مع إيران، ولذا جاء وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري بخطته التي طبختها الإدارة الأمريكية السابقة مع بعض الأطراف الإقليمية، والتي تبنت مطالب علي عبدالله صالح والحوثيين المتمثلة بالتخلص من رئيس الجمهورية بتفويض صلاحياته لنائب يتوافق مع الحوثي وصالح، وقد رفضت تلك الخطة لأني رئيس منتخب، ورئيس الجمهورية لا يذهب إلا بانتخابات تأتي برئيس منتخب جديد. وما زلنا نرفض الخطة ونصر على التنفيذ الكامل لقرارت الأمم المتحدة، ولمخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية".
وتحدث هادي عن موقف الملك سلمان وولي العهد والقادة العسكريون الذي يصب مع حل لا يبقي الحوثيين قوة عسكرية تمثل دولة داخل الدولة مثلما هو الحال مع حزب الله اللبناني، ونحن على يقين أنه ما لم يكن هناك ضغط عسكري يجبر الحوثي على قبول القرارات الدولية، فإنه لن يسلم سلاحه من تلقاء نفسه.
وتطرق الرئيس هادي إلى أسباب تغيير رئيس هيئة الأركان .. موضحاً أن اللواء ركن، طاهر العقيلي، من محافظة عمران، وسيكون له دور في تحريك الجبهات، وخاصة جبهات الجوف وصولاً إلى عمران وهو قادم من الميدان، وأنه سيعمل على دعمه.
ويرى هادي أن الحل في الحديدة لن يكون إلا عسكرياً بعد رفض الحوثيين للخطة الأمم المتحدة .. موضحاً أن الشرعية والتحالف متفقين على الحل العسكري لاستعادة الحديدة وغيرها من المدن، لأن الحوثي وعلي عبدالله صالح لن يفوا بأي التزام يجردهم من السلاح الذي سيطروا عليه .
وقال "ونحن والتحالف بقيادة السعودية ندرك أن الحل العسكري هو الكفيل بدحر الانقلابيين وإرغامهم على القبول بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية، من أجل أن يسود السلام اليمن، ولا يصير اليمن منطلقاً لإقلاق أمن الجيران والعالم" .
وذكر أن هناك تنسيقاً ضمن التحالف العربي لضبط الأمن في المناطق المحررة، مؤكداً أن عدم رغبة بعض الأطراف في إحراز تقدم عسكري في تعز يحسب على مكونات معينة هو ما يعيق تقدم المعارك في تعز.
وأكد الرئيس اليمني أن خطوة نقل البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن منعت إعلان إفلاس البنك، ومن ثم انهيار الدولة في اليمن، متهماً الانقلابيين بمنع توريد إيرادات المناطق التي تحت سيطرتهم للبنك المركزي في عدن.