يعتبر سوق الحرية واحد من أهم الأسواق الشعبية في تعز وأكثرها ازدحاماً خصوصاً كونه يضم أربع مديريات في ثلاث محافظات: شرعب الرونة، وشرعب السلام “تعز”، وفرع العدين “إب” والجراحي “الحديدة”.
“سوق الموت” كما يحلوا للبعض تسميته، بسبب الخوف والرعب والقتل وانتشار المظاهر المسلحة التي ارتبطت ارتباطا وثيقا بذاكرة كل مرتداية.. ويقصده آلاف المتسوقين يومياً من مناطق مترامية الأطراف، كما إنه يشغل مكاناً محورياً ومركزاً استراتيجياً لمديريات متقاربة.
وعلى الرغم من أن “سوق الحرية”، يعتبر المكان الوحيد في شرعب الرونة، الذي تشعر ومن اول زيارة له انه متوشح للموت، ومعتق برائحة دم الأبرياء برصاص مافيا الإيرادات، إلا أن صراع المتنفذين، الذين يتم دعمهم من قبل حزب التجمع اليمني للاصلاح ومليشيات الحوثي والمخلوع صالح ساهمت في تطور الصراع مؤخرا إلى مواجهات مسلحة، وبمختلف انواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة، وعلى إثره تم إغلاق السوق وفرض حصارا شاملا عليه ومن كل الجهات، منذ قرابة أسبوع، هو ما فاقم من معاناة الناس هناك، إضافة إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه أبناء المنطقة نتيجة للحرب الدائرة في البلاد.
وفي تفاصيل الصراع يقول أحد اعيان المنطقة فضل عدم ذكر إسمه لـ(نافذة اليمن) “الخلاف في سوق الحرية، موضوعه قديم جدا ويعود الى ما قبل أكثر من عشر سنوات، وسبب هذا الخلاف بدأ بين “شخصيات من عزلة الامجود “بين الشيخ محمد عبدالعزيز، الطرف الأول في النزاع، و الشيخ الكوري،كان حول قطعة ارض لم تحسم بينهما وظلت هناك عداوة كانت تظهر احيانا بينهما الي المواجهه بالسلاح في سوق الحرية حيث يريد كليهما فرض نفوذه علي السوق
وتطورت الخلافات بينهما حيث دعمت جماعة الحوثي الشيخ الكوري لفرض نفوذه علي السوق بينما دعم م الشيخ محمد عبد العزيز المجيدي من قبل شخصيات تنتمي الي حزب الاصلاح حسب قوله.
واضاف ان الوضع ينذر بالإنفجار إن لم يتداركه وجهاء شرعب الامر “.
مصادر محلية أكدت لـ(نافذة اليمن) أن “مجموعة مسلحة صباح اﻷحد الفائت، أقدمت على فرض حصار تام لسوق الحرية بشرعب الرونة ومنعت دخول الباعة والمتسوقين من والى السوق”.
واوضحت المصادر، أن “تلك المواجهات التي تسببت بفرض حصار تام على السوق، كان بسبب قيام جماعة الشيخ محمد عبد العزيز المسلحة باعتقال ابن اخ الكوري من داخل السوق اﻻمر الذي جعل جماعة الشيخ الكوري تتمركز بالجبال والتباب المطلة على السوق، وبمختلف أنواع الأسلحة، وتقوم بفرض حصار شامل ومنع الحركة ودخول الباعة وايعاز التجار بعدم فتح المحلات .
الي ذلك اوضحت المصادر نفسها ، إلى أن “الاشتباكات المسلحة استمرت بين الطرفين وبشكل عنيف جدا قرابة اسبوع كامل، وفرضت معها حصارا خانقا على الباعة والتجار داخل السوق، وبثت الرعب بين أهالي المنطقة.
عامل في أحد المراكز التجارية في سوق الحرية في تصريح لـ(نافدة اليمن) يقول: “على الرغم من أصوات الرصاص عاده شبه يوميه في السوق، إلا أن اشتباكات عنيفة وفرض حصار شامل على السوق من كل الإتجاهات، ما لم نشهده من قبل”.
إذا هموم متراكمة ومآسٍ متعددة، في سوق الحرية لم تجد من يعيش تلك الهموم ويستجيب لتلك الآهات لانتشال ذلك الوضع من واقعة الحزين، بل إن هناك ايادي خفية تحاول الزج بالمنطقة في اتون حرب عبثية وحده المواطن من سيتجرع مرارتها، فهل سيتنبه عقلاء البلاد لإطفاء فتيل الصراع، أم انهم سيشعلونها، وحدها الأيام القادمة من ستكشف لنا ذلك.