آخر تحديث :الأربعاء-31 ديسمبر 2025-12:47ص
اخبار وتقارير

الإمارات.. كانت ولا تزال شريك حقيقي وصادق وتركت تاريخ لا يمحى في دعم اليمن واستقرار المنطقة

الإمارات.. كانت ولا تزال شريك حقيقي وصادق وتركت تاريخ لا يمحى في دعم اليمن واستقرار المنطقة
الثلاثاء - 30 ديسمبر 2025 - 10:26 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن

كل من تابع المشهد بإنصاف، يعلم ويدرك أن الإمارات لعبت دور أساسي ومحوري في اليمن، دورًا يعرفه الجميع، ولا يجحده إلا من اختار تجاهل الوقائع بدافع الحقد أو الحسابات الضيقة.

فقد كانت الإمارات حاضرة في دعم الشرعية في أكثر المراحل تعقيدًا، وساهمت بشكل مباشر في مواجهة التنظيمات الإرهابية التي استغلت الفوضى وانهيار مؤسسات الدولة، كما كان لها دور واضح في إعادة ضبط الأمن في مناطق كانت على وشك التحول إلى مصدر تهديد يتجاوز حدود اليمن.

هذا الدور لم يكن بحث عن صورة ولا استعراض، والجميع يعلم أن هذا الدور دفعت ثمنه من دماء أبنائها وأموال ومعدات ومساعدات لا حصر لها، وتعاملت الإمارات مع اليمن بحكم الجوار والأخوة بصمت ومسؤولية.

منذ انضمامها إلى التحالف العربي في عام 2015، لم تدخل دولة الإمارات اليمن كطرف باحث عن نفوذ أو مصالح، بل كجزء من التزام عربي أخوي لحماية ودعم الشرعية اليمنية، ومنع انهيار الدولة، والتعامل مع الفراغ الأمني الذي سمح للتنظيمات الإرهابية بالتمدد، وقد تحملت الإمارات، كما يعرف الجميع، تبعات هذا الالتزام من دماء وتضحيات، في واحدة من أكثر الساحات صعوبة وتعقيد في المنطقة.

الوجود العسكري للإمارات في اليمن انتهى عمليًا منذ عام 2019 بعد إكمال المهام المتفق عليها والمحددة رسميًا، وما تبقى بعد ذلك كان مجرد فرق صغيرة ومتخصصة في مكافحة الإرهاب، تعمل بتنسيق دولي واضح، وكانت مهامها تتجاوز اليمن لتشمل الحفاظ على أمن المنطقة والممرات البحرية الحيوية للتجارة الدولية.

وما ورد في بيان وزارة الدفاع الإماراتي، ليس إعلان إنهاء ما تبقى من الوجود العسكري، بل الحكمة والمنطق وراء هذا القرار، فالإمارات، كونها دولة مؤسسات، لا تتصرف بردود فعل عاطفية تجاه الأمن الإقليمي، بقدر ما تعتمد على تقييم شامل للواقائع والأحداث الميدانية، وحساب دقيق للمخاطر، وفهم معمق لعواقب الصراعات، وعندما تصبح مهام مكافحة الإرهاب مهددة بسبب تعقيدات سياسية أو صراعات جانبية، فإن إعادة التموضع أو الانسحاب يكون خيارًا مسؤولًا ومدروس، وليس علامة ضعف أو هروب، كما يفسره الآخرون.

الإمارات بحنكة وحكمة قيادتها، تعلم أن أمن المنطقة لا يُدار عبر الفوضى أو تبادل الاتهامات، بل عبر التنسيق، واحترام الأدوار، وعدم الزج بملفات حساسة – كملف مكافحة الإرهاب – في بازار الصراعات السياسية، فهي لا تبحث عن أدوار عسكرية مفتوحة بلا سقف زمني، بقدر ما تبحث عن استقرار حقيقي ومستدام، حتى وإن تطلب ذلك اتخاذ قرارات صعبة في توقيتات معقدة.

وفي المحصلة، يوضح بيان وزارة الدفاع الإماراتية صورة دولة تتحرك وفق استراتيجية واضحة، وتعرف متى تبدأ، ومتى تنهي، ومتى تعيد التقييم، وهو موقف لا يخدم الإمارات وحدها، لكنه يصب في مصلحة اليمن، وأمن الخليج، واستقرار المنطقة ككل، في وقت أحوج ما تكون فيه المنطقة إلى العقلانية لا التصعيد، وإلى الشفافية لا التضليل.

ستبقى الإمارات دولة شقيقة، ومكانتها محفوظة في قلوب اليمنيين الذين يعرفون من وقف معهم في أصعب اللحظات، ومن قدم الكثير والكثير، والتاريخ له قوله بذلك، مهما حاول البعض تزويره، لا ينسى من خدم اليمن بإخلاص، ولا يغفر من أنكر الجميل، والقلة القليلة من الحاقدين، ليسوا سوى أبواق مأجورة اعتادت على تحويل أي موقف مسؤول الى مادة للتشويه ليس إلا.