سلط تقرير نشرته صحيفة "معاريف" العبرية الضوء على الأبعاد العسكرية والسياسية لإعلان إسرائيل اعترافها بجمهورية "أرض الصومال"، معتبرة أن هذه الخطوة تمنح سلاح الجو الإسرائيلي "ذراعاً طولى" وقدرات عملياتية غير مسبوقة في منطقة البحر الأحمر. وذكرت الصحيفة أن التمركز في هذه المنطقة الاستراتيجية يوفر لتل أبيب عمقاً أمنياً يسهل من مأمورية الطيران الحربي في تنفيذ ضربات دقيقة داخل العمق اليمني، متجاوزةً بذلك عقبات المسافات الشاسعة وتحديات التزود بالوقود جواً التي كانت تعيق العمليات المستمرة ضد الحوثيين.
وإلى جانب المكاسب العسكرية، رأت الصحيفة أن هذا التحرك يحمل رسالة سياسية موجهة إلى تركيا، تهدف إلى كبح طموحات أنقرة التوسعية في الشرق الأوسط وأفريقيا، مؤكدة أن إسرائيل تسعى لفرض واقع جيوسياسي جديد يضمن تفوقها النوعي وقدرتها على الوصول السريع للأهداف الحيوية المرتبطة بالتهديدات الإيرانية.
في المقابل، قوبل هذا التحرك الإسرائيلي بموجة تنديد دولية واسعة، حيث أصدرت 21 دولة عربية وإسلامية، بمشاركة منظمة التعاون الإسلامي، بياناً مشتركاً أعربت فيه عن رفضها القاطع لهذا الاعتراف الذي أعلنته تل أبيب في السادس والعشرين من ديسمبر الجاري. ووصف البيان الصادر عن وزراء خارجية دول من بينها السعودية، مصر،ط، إيران، واليمن، الخطوة الإسرائيلية بأنها خرق جسيم للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة الذي يقضي باحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، محذرين من أن المساس بسلامة الأراضي الصومالية يمثل سابقة خطيرة تهدد السلم والأمن في منطقة القرن الأفريقي.
كما شدد الموقعون على دعمهم الكامل لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية على كامل ترابها الوطني، معلنين رفضهم المطلق لربط هذه التحركات بأي مخططات مشبوهة تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني أو تصفية قضيته بعيداً عن أرضه التاريخية.