كسرت تحركات المجلس الإنتقالي الجنوبي العسكرية والشعبية عقب السيطرة على المحافظات الشرقية (سيئون حضرموت والمهرة)، حالة الجمود التي يعيشها الملف اليمني منذ ابريل 2022.
ووضع توسع القوات الجنوبية عسكريا باتجاه الشرق حدا لمحاولات العرقلة المستمرة لأي جهود صادقة لإطلاق معركة الخلاص من ميليشيا الحوثي الإرهابية وتحرير صنعاء من الهيمنة الإيرانية.
واستغلت ميليشيا الحوثي حالة اللا حرب واللا سلم التي خلقتها بعض القوى المنضوية في الشرعية اليمنية للحفاظ على مصالحها، في بناء ترسانة عسكرية بدعم من ايران واعادة تمركز عناصرها وبناء الخنادق والتحصينات، وتحويل مناطق سيطرتها إلى قاعدة ايرانية تهدد المنطقة والعالم.
وكشف عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزُبيدي، في لقاء جمعه بمحافظ ذمار، علي محمد القوسي، في 17 ديسمبر الجاري، عن جهود مخلصة بُذلت من قبل القوى الوطنية المنضوية في إطار مجلس القيادة للتحضير لمعركة الخلاص، إلا أن تلك الجهود اصطدمت بقيادة عديمة المسؤولية تنصّلت عن واجبها الوطني في تخليص مواطنيها من ظلم المليشيات، وتركّت مهمة تحرير الأرض، واتجهت إلى اختلاق الأزمات وزرع الخلافات في الجنوب المحرر.
وفي السياق اكد الزُبيدي، ان الإجراءات التي نفذتها القوات المسلحة الجنوبية في محافظتي حضرموت والمهرة جاءت في سياق تأمين الجنوب المحرر، ليكون منطلقًا لتحرير مناطق الشمال، مجددا التأكيد على أن الوجهة هي صنعاء، مهما حاولت بعض القوى حرف مسار المعركة عبر افتعال صراعات جانبية.
وبدلا من من استثمار جهود القوات الجنوبية لتوحيد مسرح العمليات، والبناء عليها لإطلاق معركة تحرير صنعاء، وجهت القوى المعرقلة بوصلتها نحو الجنوب، مطالبة السعودية بتحريره من القوات الجنوبية، متناسية ان عاصمة البلاد صنعاء لازالت محتلة من مليشيات مناطقية وطائفية.
وعموما، فإن تحرك القوات الجنوبية الذي كان خاطفا ومخالفا لكل التوقعات، انهى اي حديث عن بقاء الحوثي، واعاد الامل لتحرير صنعاء، وإستعادة الجمهورية، لكن ما يُنتظر حاليا هو جدية القوى الوطنية في الشمال لاستكمال تحضيرات المعركة الأخيرة واطلاقها للقضاء على ميليشيا الحوثي الارهابية وبالتالي انهاء نفوذ ايران في شبه الجزيرة العربية.