قال الصحفي الاستقصائي عمار علي أحمد إن مليشيا الحوثي تُعد الطرف الأكثر تضررًا من الأحداث الأخيرة التي شهدها شرق اليمن، متجاوزة في حجم خسارتها حتى جماعة الإخوان.
وأوضح أحمد في منشور رصده نافذة اليمن، بأن الخسارة التي مُني بها الحوثي كانت فادحة ومؤلمة، إلى درجة دفعته للصمت وبلع لسانه، مشيرًا إلى أن ما جرى بدد آمال الجماعة في العودة إلى خارطة الطريق الخاصة بالسلام، بل يمكن القول إن هذه الخارطة قد دُفنت نهائيًا.
وبيّن أن الحوثي كان قد انتزع في السابق مكاسب من السعودية، مستغلًا انهيار جبهات الشرعية قبل نحو خمس سنوات، وفي مقدمة تلك المكاسب تقاسم عائدات النفط، رغم أن نحو 80% من الإنتاج النفطي يأتي من الجنوب.
وأضاف أن هذه المعادلة تغيّرت اليوم، بعد أن أصبحت تلك الموارد بيد المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي لن يقبل – بحسب توصيفه – بأي صيغة لتقاسم العائدات.
وأشار أحمد إلى أن المأزق الحقيقي الذي يواجه الحوثي يتمثل في عجزه عن الرد أو الانتقام من هذه الخسارة، فهو غير قادر على تحميل السعودية المسؤولية أو تهديدها للحفاظ على خارطة الطريق، كما أنه غير قادر في الوقت نفسه على تهديد المجلس الانتقالي أو خوض مواجهة عسكرية معه.
ولفت إلى أن الجماعة لا تزال تعيش تحت صدمة ما وصفه بالاختراق الإسرائيلي، الأمر الذي زاد من تعقيد موقفها، وتركها في حالة ارتباك سياسي وعسكري غير مسبوقة.