قُتل وأُصيب ثمانية مدنيين، الخميس، جراء تفجير عبوة ناسفة استهدفت شارعًا مكتظًا بالسكان وسط مدينة تعز، في هجوم أعاد إلى الواجهة هشاشة الوضع الأمني في المدينة التي تُعد من أكثر مناطق اليمن توترًا.
وأفادت مصادر محلية إن مجهولًا زرع عبوة ناسفة في شارع جمال، أحد أكثر الشوارع ازدحامًا في المدينة، قبل أن يُفجّرها عن بُعد خلال ساعات الصباح، ما أسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين بين قتيل وجريح.
ووفقًا لمصادر أمنية، وقع الانفجار بالقرب من المكتب التنفيذي لحزب الإصلاح، إلا أن المصادر نفت أن يكون التنظيم مستهدفًا بالهجوم، مؤكدة أن العبوة الناسفة زُرعت داخل بقايا بطارية وأن الهدف منها كان إرهاب السكان لا استهداف جهة محددة.
وأضافت المصادر أن جميع المصابين من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، الأمر الذي يعزز فرضية أن التفجير استهدف الفضاء العام وبث الرعب في أوساط الأهالي.
وقال أحد المسعفين في موقع الحادثة إن من بين الضحايا طفلًا يبلغ من العمر سبع سنوات كان في طريقه إلى مدرسته لحظة وقوع الانفجار، ما أثار موجة غضب وحزن في صفوف السكان نظرًا لتوقيت الهجوم الذي تزامن مع ذروة الحركة الصباحية.
من جانبه، أوضح مصدر طبي أن سبعة جرحى، بينهم نساء وأطفال، نُقلوا إلى عدد من مستشفيات المدينة، لافتًا إلى أن الإصابات تراوحت بين شظايا في الرأس وأجزاء متفرقة من الجسم.
وأشار شهود عيان إلى أن الانفجار تسبب في حالة هلع واسعة، وألحق أضرارًا مادية بالمحال التجارية والمركبات القريبة، فيما فرضت الأجهزة الأمنية طوقًا أمنيًا في محيط المكان وبدأت التحقيق في الحادثة.
وتشير المعطيات الأمنية الأولية إلى أن التفجير نُفذ بأسلوب يستهدف تعظيم الأثر النفسي عبر استخدام بطارية ولوح توليد شمسي كغطاء لعبوة ناسفة شديدة الانفجار. وأوضحت المصادر أن سائق حافلة صغيرة سلّم بطارية لرجل على دراجة نارية برفقة طفله، طالبًا منه إيصالها إلى شارع جمال، قبل أن تنفجر العبوة عن بُعد أثناء إنزالها، ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة ثمانية آخرين.
ولا تزال الأجهزة الأمنية تواصل تحقيقاتها لتحديد هوية المنفذين ودوافع الهجوم، في وقت يتزايد فيه القلق الشعبي من عودة موجة التفجيرات بعد فترة من الهدوء النسبي في المدينة.