وجه الباحث السياسي والصحافي الجنوبي صالح أبوعوذل نصيحة خالصة لليمنيين الذين سارعوا إلى مهاجمة السعودية والإمارات على خلفية التوسع الجنوبي بإتجاه الشرق.
وقال صالح في منشور على منصة إكس، "نصيحة خالصة للاخوة اليمنيين: لا تُهاجموا أي بلد، ولا تفتشوا عن شماعات خارجية. لم يتآمر عليكم أحد. كل ما جرى ببساطة أن الجنوبيين استعادوا أرضهم وسيادتهم وقرارهم… وهذا حقٌّ مشروع لشعبٍ ظلّ يدفع الثمن وحده لثلاثة عقود".
وأكد صالح أن المشكلة ليست في السعودية، ولا في الإمارات، ولا في قطر. المشكلة — بكل صراحة — في المنظومة التي رفضت تحرير صنعاء، وتركتها فريسة للأذرع الإيرانية"، لافتاً إلى أن عقد كامل مضى وكانت الفرصة متاحة أمامهم لإحداث التغييير لكنهم تركوا الزمن يمرّ، بينما الجنوب انتزع فرصته، وفرض واقعًا جديدًا أجبر الإقليم والعالم على إعادة حساباتهم.
وأضاف "انظروا حتى إلى خطاب الجزيرة القطرية… تغيّر. العالم لم يعد يتمسك بما كان يُسمّى “الوحدة اليمنية”. لم يعد ينظر إليها كشيء مقدّس أو ثابت. الوحدة ليست شيكًا على بياض، ولا مشروعًا أبديًا مهما اختلت معادلاته".
واشار إلى أنه حين تعلن دولة الجنوب — عاجلًا أو آجلًا — فستعترف بها دول العالم واحدة تلو أخرى، موضحاً ان هذا ليس “انفصالًا” كما يروّج البعض؛ بل هو عودة إلى وضع طبيعي اختلّ بفعل القوة في 1994، وتعامَل العالم معه حينها كأمر واقع.
وأكد صالح أن الواقع تغيّر اليوم من جديد، وسيتعامل الإقليم والعالم مع الواقع الجديد أيضًا، داعياً إلى التخفيف من لغة الكراهية، ومن تصدير الأحقاد نحو الخليجيين والجنوبيين لإن هذا الخطاب المتشنّج لا يخدم أحدًا، ولا يغيّر أي معادلة.
وأضاف "والله ما أقول هذا الكلام إلا نصيحة، ومن باب المسؤولية الأخلاقية تجاه شعب يستحق أن يرى الحقيقة كما هي، بعيدًا عن الوهم والخداع. أني لكم من الناصحين".