أظهرت الدراسات الحديثة أن السمنة تزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة إلى جانب ارتباطها المعروف بأمراض القلب والسكري. الدهون الزائدة في الجسم تسبب التهابات مزمنة، اختلالًا هرمونيًا، إجهادًا تأكسديًا، ما يعزز نمو الخلايا السرطانية في بطانة المعدة.
ويبدأ سرطان المعدة غالبًا في الطبقة المخاطية الداخلية للمعدة، ويُعد أحد الأسباب الرئيسة للوفيات المرتبطة بالسرطان عالميًا، نظرًا إلى صعوبة تشخيصه مبكرًا وتشابه أعراضه مع اضطرابات الجهاز الهضمي العادية.
وتشمل الأعراض الشائعة عسر الهضم المستمر، حرقة المعدة، الانتفاخ بعد الوجبات، فقدان الشهية أو الوزن غير المبرر، الغثيان، القيء، ألم المعدة.
وتؤدي السمنة دورًا كبيرًا في تطور المرض عبر عدة آليات. الدهون حول البطن تسبب التهابات منخفضة الدرجة تؤثر في خلايا المعدة وتشجع نمو الأورام. كما يؤدي ارتفاع مستويات الإنسولين والإستروجين والليبتين الناتج عن السمنة إلى تحفيز انقسام الخلايا السرطانية.
بالإضافة إلى ذلك، تنتج الدهون جزيئات أكسجين تفاعلية تسبب إجهادًا تأكسديًا يضر بالحمض النووي ويضعف قدرة الجسم على إصلاحه.
كما يمكن للدهون الزائدة زيادة الضغط على المعدة، ما يؤدي إلى ارتجاع الحمض المزمن وتهييج بطانة المعدة، إلى جانب التأثير على توازن البكتيريا في الجهاز الهضمي وتفاقم الالتهابات مثل عدوى الملوية البوابية، ما يعزز تلف الخلايا.
للوقاية، يُنصح بالحفاظ على وزن صحي، اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، الحد من اللحوم المصنعة،التدخين، الفحص المبكر لعدوى الملوية البوابية عند الحاجة. هذه الإجراءات تساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان المعدة والحفاظ على صحة الجهاز الهضمي على المدى الطويل.