دفعت ميليشيا الحوثي، خلال الساعات الماضية، بتعزيزات عسكرية كبيرة نحو المديريات الواقعة على خطوط التماس جنوب وغرب محافظة مأرب، وسط تحركات ميدانية متسارعة تُعيد المشهد العسكري إلى واجهة التوتر بعد فترة هدوء نسبي.
وقالت مصادر ميدانية وعسكرية، إن التعزيزات شملت آليات قتالية، وعتادًا عسكريًا، ومقاتلين تم توزيعهم على محاور الجوبة والكسارة ورغوان، ضمن تحركات وصفت بأنها الأكبر منذ شهور، الأمر الذي أثار تساؤلات واسعة حول نوايا الجماعة والدور الحقيقي لهذه التحشيدات.
في الوقت الذي تتكدس فيه القوات والمعدات باتجاه خطوط المواجهة، يواصل المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ نشاطه الدبلوماسي بلقاءات مع قيادات الميليشيا وطرح مباحثات تتعلق بجهود "خفض التصعيد" وإحياء مسار التفاوض السياسي.
هذا التناقض بين الخطاب الأممي والتحركات على الأرض، دفع مراقبين للتساؤل عن مدى واقعية الحديث عن سلام في ظل مؤشرات تؤكد استعداد الحوثيين لجولة عسكرية جديدة.
خبراء في الشأن العسكري والسياسي اعتبروا أن هذه التحركات لا تحمل أي دلالات تهدئة، بل قد تكون مقدمة لهجوم محتمل على مأرب، المحافظة التي بقيت رغم سنوات من الهجمات الحوثية عصية على السقوط وقادرة على الدفاع عن حدودها الحيوية.
وأشاروا إلى أن الحوثيين يستغلون حالة الجمود السياسي والحديث الدولي عن السلام لتعزيز مواقعهم ومحاولة تغيير موازين القوى قبل أي اتفاق محتمل.