في خطوة مثيرة للجدل تصاعدت معها المخاوف من استهداف المنظمات الإنسانية في اليمن، اقتحمت مليشيا الحوثي، الأربعاء، مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العاصمة المختطفة صنعاء، في أحدث انتهاك لحرمة المؤسسات الأممية العاملة في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
وقال مصدر حقوقي محلي إن عناصر المليشيا دخلوا المقر الواقع في شارع بغداد، وأجروا عمليات تفتيش واسعة، دون توضيح ما إذا كانوا قد احتجزوا موظفي اللجنة أو صادرتوا أي مستندات أو تجهيزات، فيما غاب أي تبرير رسمي من الجماعة للواقعة.
ويأتي هذا الاقتحام بعد يوم واحد فقط من إعلان اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن تقديم شحنة أدوية ضخمة لمرافق صحية في مناطق تسيطر عليها المليشيا، ما يعكس تصاعدًا واضحًا في محاولات الجماعة لفرض رقابة مباشرة على عمل المنظمات الدولية، وهو ما يثير قلق المجتمع الدولي من تأثيره على وصول المساعدات إلى المحتاجين.
وتشير مصادر حقوقية إلى أن هذا التصعيد يعكس سياسة ممنهجة من قبل الحوثيين للضغط على المنظمات الإنسانية وفرض قيود على عملها، بما يشمل التفتيش غير المبرر والتدخل في توزيع المساعدات، الأمر الذي يهدد الاستجابة الإنسانية في مناطق النزاع ويضع المدنيين في مواجهة نقص حاد في الخدمات الأساسية، خاصة في ظل تفشي الأمراض والحاجة الماسة للأدوية.
وتأتي هذه الحادثة في سياق سلسلة طويلة من الانتهاكات التي طالت المنظمات الأممية في اليمن، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية لموظفيها، ومصادرة شحنات المساعدات، وعرقلة وصولها إلى المستفيدين، ما دفع الأمم المتحدة ومكاتبها الحقوقية إلى مطالبة الحوثيين باحترام الحصانات الدولية الممنوحة للمنظمات الإنسانية وفق اتفاقيات جنيف واتفاقيات الحصانة الدولية.
وتؤكد المصادر أن مثل هذه الإجراءات لا تؤثر فقط على عمل الصليب الأحمر بل تهدد ملايين المدنيين الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، خصوصًا في ظل استمرار الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية التي جعلت من اليمن أحد أسوأ مناطق النزاع في العالم من حيث معاناة المدنيين.