آخر تحديث :الأربعاء-12 نوفمبر 2025-01:38ص
اخبار وتقارير

ترشيح قيادي متهم بالإرهاب والتنسيق مع القاعدة والحوثيين لمركز حساس في جهاز أمن الدولة

ترشيح قيادي متهم بالإرهاب والتنسيق مع القاعدة والحوثيين لمركز حساس في جهاز أمن الدولة
الثلاثاء - 11 نوفمبر 2025 - 10:00 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - كتب / هاني الجنيد

أثار ترشيح المدعو يحيى محمد كزمان لمنصب حساس داخل جهاز أمن الدولة المستحدث جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والأمنية، بعد تداول معلومات تؤكد صلاته الوثيقة بعناصر من جماعة الحوثي وارتباطاته بالتنظيمات الإرهابية، وحزب الإصلاح (جناح الإخوان المسلمين في اليمن).

وتشير مصادر أمنية إلى أن كزمان يُعد من العناصر المرتبطة بتنظيم القاعدة، وكان له دور في إدارة وتنسيق أنشطة التنظيم في عدد من مناطق محافظة إب، كما ارتبط بعلاقات مباشرة مع قيادات ميدانية بارزة داخل التنظيم.

تولى كزمان منصب مدير مديرية حزم العدين بمحافظة إب خلال الفترة من 2013 حتى 2015، وهي المرحلة التي شهدت – بحسب المصادر – تمدداً واضحاً لعناصر القاعدة داخل المديرية.

وفي عام 2014، قام كزمان بتسليم مديرية حزم العدين لتنظيم القاعدة أثناء فترة إدارته لها، ما ساهم في تعزيز نفوذ التنظيم وتوسيع نشاطه في المنطقة.

كما تشير تقارير ميدانية إلى أنه كان يدير شبكة تفجيرات في محافظة إب، بالتنسيق مع عناصر إرهابية استهدفت مراكز ومصالح أمنية في المحافظة.

وخلال فترة عمله في ادارة المديرية، قام كزمان بالتنسيق مع قيادات تنظيم القاعدة التي كانت تتخذ من مناطق الأسلوم وبني عبدالله والأبعون مراكز رئيسية للتواجد وتدريب عناصرها اليمنية والأجنبية، الذين انسحبوا من محافظة أبين عقب تحريرها بعملية عسكرية.

كانت تلك المجموعات الإرهابية بقيادة المدعو ياسر علي عبدالله السلمي، شقيق مالك السلمي الذي توفي في سجن غوانتانامو وتم تسليم جثمانه للحكومة اليمنية في العام 2006 تقريبا، وبشير السلمي الذي كان خطيب جامع عمر في صنعاء، حارة ظفار جوار إدارة المرور.

قاد هؤلاء، ومعهم عناصر أخرى، خلايا إرهابية نفّذت عمليات تقطع ونهب للبنوك والسيطرة على المجمعات الحكومية، إضافة إلى إقلاق السكينة العامة، وذلك بدعم وتنسيق مباشر من يحيى كزمان، الذي كان على تواصل مستمر مع المدعو علي عبدالله البعني، الذي قُتل لاحقاً عام 2022 في إطار عملية تصفية داخلية بين عناصر التنظيم.

كما تعاون كزمان مع خلية تابعة لتنظيم داعش في مديرية العدين، بقيادة أبي حمزة المصري، الذي قُتل في عملية عسكرية عام 2018 في منطقة بني زهير بالعدين، وإلقاء القبض على المدعو أبي عبدالله المصري بعد فترة وجيزة من تلك العملية.

وحسب المعلومات كان حلقة الوصل بين كزمان وتنظيم داعش خلال عامي 2014 و2015 هو علي عبدالله البعني.

درس كزمان تخصص الشريعة والقانون في جامعة سبأ، وخلال دراسته استثمر غطاءه الاجتماعي داخل بيت زهرة لتوسيع اتصالاته مع شخصيات حوثية وإخوانية قاعدية، ما منحه غطاءً مزدوجاً بين التيارين.

خلال فترة دراسته في صنعاء، أقام كزمان في منزل بيت زهرة، الذين تربطه بهم علاقة متينة منذ سنوات، واستمر تواصله معهم حتى اليوم.

ويُعد محمد زهرة، نائب مدير دائرة الاستخبارات الحوثية، من أبرز المقربين له، مع وجود تنسيق مباشر بينهما في عدد من الملفات.

كما تشير المعلومات إلى وجود صلات بين كزمان والقيادي الحوثي أبو علي الحاكم عبر شبكة بيت زهرة، ما يعكس عمق العلاقة بين الطرفين.

المعطيات المتوفرة تكشف عن تخادم واضح بين جناح الإصلاح والحوثيين من خلال شخصية كزمان، الذي يجمع بين خلفية قاعدية اخوانية وعلاقات مباشرة مع عناصر من الطرفين.

ويرى مراقبون أن هذا التداخل يعكس تنسيقاً أمنياً غير معلن بين الجماعات الثلاث، يقوم على تبادل النفوذ والمعلومات في إطار ترتيبات استخباراتية خاصة.

ألقت الأجهزة الأمنية التابعة للحوثيين القبض على يحيى كزمان في سبتمبر 2015، عقب اندلاع المقاومة في محافظة إب، إذ كان حينها منسقاً بين عناصر تنظيم القاعدة وحزب الإصلاح. وتشير المعلومات إلى أنهم استلموا من التحالف مبالغ مالية ضخمة، لكنهم تلاعبوا بالتحالف بادعائهم قيادة مقاومة ضد الحوثيين، في حين كانوا في الواقع ينهبون الأموال ويشترون الأسلحة لتقاسمها مع قيادات حوثية.

وتؤكد المعلومات ان كزمان ومن معه قبل استحوذ الحوثيون على مدينة العدين، تمكنوا من تهريب جزء كبير من الأموال إلى الخارج.

أُودع كزمان في سجون الحوثيين، غير أنه حظي بمعاملة مميزة داخل السجن، إذ كان يُقدَّم له الغداء والقات بانتظام، ويقيم ولائم كبيرة وكأنه في ضيافة لا في معتقل. وبعد نحو ثلاث سنوات، وتحديداً في عام 2018 تقريباً، أُفرج عنه ضمن صفقة تبادل بوساطة محلية، مقابل القيادي الحوثي “مصلح الوروري” الذي كان محتجزاً في سجون مأرب.

وبعد الإفراج عنه، استقبله علي محسن الأحمر في مأرب، وجرى تعيينه مديراً لجهاز الأمن السياسي في محافظة إب! ثم نائباً لرئيس مؤسسة الأسرى. كما شارك لاحقاً في عدد من جولات المفاوضات الخاصة بتبادل الأسرى في سويسرا ومسقط وعدة دول أخرى.

وفي سياق متصل، أفادت مصادر مطلعة أن الجنرال علي محسن الأحمر كلف يحيى كزمان في سبتمبر 2020 بالتفاوض للإفراج عن نجله المحتجز لدى الحوثيين، مقابل إطلاق سراح القيادي الحوثي يحيى الديلمي، مع تسليم للحوثيين مبلغ 250 مليون ريال يمني (طبعة قديمة) لإتمام الصفقة.

وترى المصادر أن هذه الخطوة مثّلت خسارة فادحة للشرعية، إذ كان بالإمكان مبادلة الديلمي بقيادات عسكرية وأمنية بارزة أسيرة لدى الحوثيين، بدلاً من مبادلة مدني واحد، الأمر الذي عزز أوراق الحوثيين وأضعف موقف الحكومة الشرعية.

يُعد يحيى كزمان نموذجاً لشخصية متعددة الانتماءات والتنظيمات، يجمع بين ماضٍ وحاضر قاعدي اخواني وارتباطات حوثية، ما يجعل ترشيحه لمنصب وكيل لقطاع المعلومات او العلاقات الخارجية لجهاز أمن الدولة مثيراً للمخاوف من اختراق أمني خطير يهدد سلامة الجهاز ويمنح الجماعات المتطرفة فرصة الإنقضاض على مؤسسات الدولة من الداخل مستقبلا.

مرارا وتكرارا سيعيد علينا التاريخ دروسه لأننا لم نستفيد من كبوات السقوط والإنكشاف للفكر الإرهابي المتأبط شرا بالوطن ومؤسساتة.

كان الاخوان وعلي محسن يضغطون لتعيين كزمان رئيسا للجهاز وبعد ان فشلت مساعيهم بسبب الضغوط الدولية عادوا لترشيحه لمنصب وكيل احد القطاعات الهامة في جهاز امن الدولة المستحدث.