كشفت منصة تحليل المصادر المفتوحة "يوب يوب" اليوم الأحد، عن قيام مليشيا الحوثي الإرهابية بتحويل ميناء رأس عيسى النفطي شمال الحديدة إلى منفذ تجاري بديل، عقب إنشاء أرصفة ترابية جديدة لاستقبال السفن التجارية، في خطوة تهدف إلى التحايل على إجراءات الرقابة الأممية المفروضة على موانئ الحديدة والصليف.
وأكد التقرير الذي نشرته المنصة، ان الميليشيات الحوثية أنشأت رصيفين ترابيين جديدين في الميناء خلال فترة وجيزة بين 20 يوليو و15 أغسطس 2025، ما مكّن المنشأة النفطية القديمة من استقبال سفن تجارية تحمل مواد غذائية وبضائع مختلفة، رغم افتقار الميناء إلى بنية تحتية مؤهلة لذلك.
وأوضح التقرير أن سفينة الشحن التجارية "أطلس"، التي كانت تحمل 7200 طن من السكر قادمة من ميناء ينبع السعودي، وصلت إلى غاطس ميناء الحديدة في 24 سبتمبر 2025، إلا أنها ظلت عالقة بين غاطسي الحديدة والصليف لأسابيع، قبل أن تُجبر على التوجه إلى ميناء رأس عيسى في 11 أكتوبر، حيث رست على أحد الأرصفة الترابية الجديدة وبدأت بتفريغ حمولتها في 16 أكتوبر حتى 20 من الشهر ذاته.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي حللتها "يوب يوب" أن الرصيفين الترابيين الجديدين أُنشئا على شكل حرف T، وتُستخدم رافعات السفن نفسها لتفريغ الشحنات دون الحاجة إلى تجهيزات متطورة، ما يشير إلى استخدام الميناء كموقع بديل لتفريغ البضائع بعيدًا عن أعين الرقابة الدولية.
وأشار التقرير إلى أن ميناء رأس عيسى يُعد خيارا آمنا للحوثيين لعدم احتوائه على منشآت قابلة للتدمير، وهو ما يفسر اتجاههم لتوسيعه بعد تعرض موانئ الصليف والحديدة لأضرار جسيمة جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة.
كما أكدت المنصة أن الحوثيين بدأوا منذ أبريل 2025 بإنشاء رصيف جديد في ميناء الصليف باتجاه جزيرة كمران، وقد ظهر مكتملًا في نوفمبر، إلى جانب لسان بحري جديد بطول 1.56 كيلومتر غرب الميناء يُعتقد أنه مخصص لتفريغ شحنات النفط والغاز، بما يعزز من قدرة الحوثيين على استقبال الشحنات التجارية والنفطية رغم القصف المتكرر.
وفي السياق ذاته، كان موقع سبأ نت الخاضع لسيطرة مليشيا الحوثي قد نشر في 27 أكتوبر الماضي خبرا عن مناقشة مشروع إنشاء خط سكة حديد بطول 99 كيلومترًا يربط ميناء رأس عيسى بميناء الصليف وصولًا إلى مديرية باجل، في خطوة قال مراقبون إنها تهدف إلى تحويل المنطقة إلى نطاق مغلق عسكريًا ومنع دخول الشاحنات التجارية إلا عبر منافذ خاضعة بالكامل لسيطرة الجماعة.