شهدت الفعاليات التي نظمتها مليشيا الحوثي في العاصمة المحتلة صنعاء وعدد من المحافظات بمناسبة ما تسميه "الذكرى السنوية للشهيد"، غياب واضح لأبرز قيادات الجماعة العسكرية والأمنية والتنظيمية، في مشهد أثار تساؤلات حول حالة التململ داخل صفوف المليشيا.
وقالت مصادر محلية، ان الحضور في تلك الفعاليات اقتصر على عدد من المسؤولين المدنيين في حكومة الجماعة غير المعترف بها، إلى جانب شخصيات محلية، فيما تغيّب قادة الصف الأول بشكل لافت عن معظم الأنشطة التعبوية التي عادة ما كانت تشهد حضورًا مكثفًا في الأعوام السابقة.
كما رُصدت مشاركة ضباط من الدرجات المتدنية فقط في الاستعراضات التي أقامتها وزارتا الدفاع والداخلية الحوثية، في سابقة نادرة تشير إلى تراجع مستوى الالتزام التنظيمي داخل الأجهزة التابعة للجماعة.
وتضمنت الفعاليات استعراض مجسمات وصور لقيادات إيرانية، من بينهم قتلى في الحرس الثوري وقيادات من حزب الله اللبناني، ما اعتبره مراقبون دلالة على استمرار ارتباط الجماعة الأيديولوجي والعقائدي بالمشروع الإيراني، رغم التململ الداخلي المتصاعد.
ويرى متابعون أن هذا الغياب اللافت لرموز الصف الأول يعكس حالة تآكل في الجبهة الداخلية للحوثيين، بالتزامن مع تصاعد الغضب الشعبي في مناطق سيطرتهم جراء تفاقم الأوضاع الاقتصادية وانعدام الخدمات واستمرار التجنيد الإجباري.