كشفت مصادر تربوية في محافظة الحديدة، أن مليشيا الحوثي أقدمت على خطوة جديدة وصفت بـ"القاتلة" في حق العملية التعليمية، بعد أن استبعدت آلاف المعلمين من كشوفات صرف نصف الراتب الذي كانت وعدت بصرفه، بزعم أنهم من "الفائض" ولا حاجة لخدماتهم.
وكتب الصحفي بسيم الجناني في منشور له على منصة إكس، اليوم الخميس، أن الميليشيا بعد أن دمّرت العملية التعليمية والمناهج الدراسية، عادت اليوم لتسحق ما تبقّى من المعلمين الصامدين الذين ينتظرون نصف راتبهم منذ شهور طويلة.
وأوضح الجناني أن المئات من المعلمين في مدينة الحديدة تفاجؤوا عند ذهابهم لاستلام نصف الراتب، بإبلاغهم أنهم من ضمن قوائم “الفائض”، في خطوة تهدف إلى تسريح آلاف المعلمين وتجريف الكادر التربوي الوطني.
ومن بين الضحايا، يروي الجناني قصة موجعة للمعلم منصور النوم، وهو من أبرز التربويين الذين أفنوا حياتهم في خدمة التعليم، متنقلاً بين التدريس والإشراف التربوي، وصولاً إلى التطوع لتدريس مادة اللغة العربية في جامعة الحديدة.
وبحسب المنشور، فقد توجّه الأستاذ منصور مساء الأربعاء إلى مركز الصرف لاستلام نصف راتبه، غير أنه صُدم بإبلاغه أنه أُدرج ضمن "الفائض" ولا يستحق أي مبلغ. عاد إلى منزله مكسورًا ومغلوبًا على أمره، ليقضي ليلته غارقًا في القهر والخذلان، قبل أن يفارق الحياة فجر الخميس إثر ذبحة صدرية ألمّت به نتيجة الصدمة.
ويأتي هذا الحادث في ظل تصاعد السخط الشعبي في أوساط المعلمين بمحافظات سيطرة الحوثيين، جراء استمرار سياسة التجويع والإقصاء الممنهج التي تنتهجها الميليشيا ضد الكوادر التعليمية منذ سنوات، ما يهدد بانهيار شامل لما تبقّى من بنية التعليم في مناطق سيطرتها.