كشف الطبيب وهاج المقطري، مساء الأحد، عن حالة طبية نادرة وخطيرة نجا منها مراهق يبلغ من العمر 17 عامًا بعد إصابته بـ متلازمة الصدر الحادة الناتجة عن فقر الدم المنجلي، مشيرًا إلى أن تأخر التشخيص كاد أن يؤدي إلى وفاته.
وقال الدكتور المقطري المقيم في العاصمة المحتلة صنعاء، في منشور رصده نافذة اليمن على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك، إن المريض وصل إلى المستشفى وهو في حالة إنهاك شديد وصعوبة في التنفس، بعد أن تلقى لعدة أيام علاجات خاطئة كمضادات ومسكنات دون تحسن، ليتبين لاحقًا أن حالته معقدة ولا علاقة لها بالتهاب صدري عادي.
وأوضح أن نتائج الفحوصات والتحاليل أظهرت مؤشرات غير طبيعية، منها انخفاض مستوى الهيموغلوبين وارتفاع إنزيم LDH والبيليروبين غير المباشر، إلى جانب صورة أشعة صدرية تحمل تغيرات جديدة ومقلقة، الأمر الذي جعله يشك بإصابته بمتلازمة الصدر الحادة، وهي إحدى أخطر مضاعفات فقر الدم المنجلي.
وأضاف الطبيب أن الفريق الطبي بدأ فورًا العلاج بالأوكسجين، والمضادات المناسبة، ونقل الدم الجزئي، مع مراقبة دقيقة وتشجيع المريض على التمارين التنفسية، حتى بدأت حالته تتحسن تدريجيًا خلال يومين فقط، مؤكّدًا أن النتائج النوعية اللاحقة أثبتت إصابته بالأنيميا المنجلية التي لم تكن مكتشفة من قبل.
وأشار الدكتور المقطري إلى أن متلازمة الصدر الحادة ليست التهابًا رئويًا تقليديًا، بل انسداد في الأوعية الدقيقة للرئتين بخلايا الدم المنجلية، وتُعد السبب الأول للوفاة بين المصابين بفقر الدم المنجلي إذا لم تُشخّص وتعالج سريعًا.
وأكد في ختام منشوره أن تأخر التشخيص في اليمن يمثل خطرًا حقيقيًا على حياة مرضى الأنيميا المنجلية، بسبب غياب الفحوص المبكرة وسوء تفسير الأعراض، داعيًا الأطباء إلى الاشتباه الفوري بمتلازمة الصدر الحادة عند أي مريض يعاني فقر دم غير مفسر مع أعراض صدرية أو ضيق تنفس، مشددًا على أن "كل دقيقة تأخير قد تكلّف حياة مريض".