في حدث وطني وتاريخي غير مسبوق، دُشّن اليوم العمل رسمياً في مطار المخا الدولي بمحافظة تعز، عبر أول رحلة دولية رسمية استقلها عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، قائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي، متوجهاً إلى البرازيل للمشاركة في قمة المناخ (COP30) التي تنعقد خلال الأيام القادمة بمشاركة زعماء ومسؤولي أكثر من 190 دولة.
وشكّل انطلاق الرحلة الأولى من مطار المخا إعلاناً رسمياً لبدء التشغيل المدني الدولي للمطار الذي يُعد من أبرز المشاريع الاستراتيجية في الساحل الغربي، ومن شأنه أن يربط اليمن بالعالم الخارجي ويخفف من معاناة المسافرين في المحافظات المحررة، بعد سنوات من انقطاع شبه كامل لحركة الطيران.
وأكدت مصادر رسمية في السلطة المحلية بالساحل الغربي أن تدشين المطار يأتي ثمرة لجهود متواصلة بذلتها قيادة المقاومة الوطنية ومكتبها السياسي بالتنسيق مع الحكومة ووزارة النقل وهيئة الطيران المدني، لتحويل المطار من مشروع إنساني وعسكري مؤقت إلى منشأة مدنية متكاملة الخدمات قادرة على استقبال الرحلات المحلية والدولية.
وقالت المصادر إن الرحلة الأولى التي نقلت العميد طارق صالح ووفده إلى البرازيل تمثل رسالة رمزية كبيرة بأن المطار الجديد ليس فقط مشروع بنية تحتية، بل بوابة للتواصل اليمني مع العالم، وواجهة حضارية للمناطق المحررة.
ويشارك العميد طارق صالح في قمة المناخ العالمية COP30 التي تستضيفها مدينة بيليم البرازيلية، ممثلاً عن اليمن، حيث من المتوقع أن يعرض رؤية اليمن في مواجهة تحديات التغير المناخي، خصوصاً في ظل ما تعانيه البلاد من آثار الحرب والتدهور البيئي ونزوح مئات الآلاف من السكان.
ومن المقرر أن يلتقي صالح خلال مشاركته في القمة عدداً من القادة والمسؤولين الدوليين لبحث سبل دعم الاستقرار وإعادة الإعمار والتنمية المستدامة في اليمن، بما في ذلك تعزيز مشاريع الطاقة النظيفة وإدارة الموارد الطبيعية في المناطق المحررة.
ويُعد افتتاح مطار المخا الدولي أحد أهم المشاريع الخدمية التي تحققت في الساحل الغربي منذ تحريره من الميليشيات الحوثية، حيث سيسهم في تنشيط الحركة التجارية والإنسانية والسياحية، إضافة إلى تسهيل عمل المنظمات الدولية ووكالات الإغاثة.
وأكدت مصادر في مصلحة الطيران المدني أن المطار تم تجهيزه وفق معايير السلامة الدولية، ويضم مدرجاً حديثاً ومباني إدارية وصالات ركاب ومرافق فنية متكاملة، ما يؤهله ليكون منفذاً جوياً رئيسياً لليمن على البحر الأحمر.
واعتبر مراقبون أن تدشين العمل بالمطار عبر رحلة دولية يقودها أحد أعضاء مجلس القيادة الرئاسي يحمل دلالات سياسية وإنسانية قوية، إذ يرمز إلى قدرة اليمنيين في المناطق المحررة على بناء مؤسساتهم واستعادة نشاطهم المدني رغم الحرب والتحديات.
كما يرون في الخطوة رسالة أمل بأن مرحلة إعادة الإعمار والبناء بدأت فعلياً من الساحل الغربي، عبر مشاريع استراتيجية مثل ميناء المخا ومطار المخا، تمهيداً لعودة الحياة الطبيعية وتكامل البنية التحتية للدولة.