في مشهدٍ يختصر أقسى وجوه العنف والوحشية، تحوّل منزلٌ ريفي في مديرية مريس شمال محافظة الضالع إلى ساحة مأساة إنسانية، بعدما التهمت النيران فتاةً في السادسة عشرة من عمرها، عقب قيام مجهولين بإشعال النار عمدًا داخل المنزل في وقتٍ متأخر من الليل.
لم تكن الضحية سوى ابنةٍ حاولت ببسالة إنقاذ بيتها من الحريق، قبل أن تغلبها ألسنة اللهب التي حاصرتها في غرفتها المشتعلة بالحشائش اليابسة التي وضعها الجناة عمدًا لتسريع اشتعال النيران.
ووفقًا لبيان صادر عن الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية، تلقت شرطة الجبارة بلاغًا من المواطن (ع.ق.م.ع) يفيد بقيام مجهولين بإضرام النار في غرفة الحشائش التابعة لمنزله في منطقة مريس. وأوضح البيان أن الحريق أسفر عن وفاة ابنته البالغة من العمر 16 عامًا أثناء محاولتها إخماد النيران، بعد أن علقت داخل الغرفة التي أُضرمت فيها النيران عمدًا.
وأشار المصدر الأمني إلى أن الأجهزة الأمنية فتحت تحقيقًا عاجلًا في الحادثة، وتواصل تحرياتها المكثفة لتحديد هوية المتورطين وتقديمهم للعدالة، مؤكدًا أن ملابسات الحريق تُرجّح وجود شبهة جنائية وراء الجريمة.
وأثارت الحادثة موجة حزن وغضب واسع في أوساط سكان مريس والمناطق المجاورة، حيث عبّر الأهالي عن صدمتهم من فظاعة الجريمة التي طالت فتاة صغيرة في عمر الزهور.
وقال ناشطون محليون إن هذه الواقعة تعكس تصاعد مظاهر العنف الأسري والمجتمعي في بعض المناطق الريفية، وسط مطالبات بضرورة تكثيف حضور الدولة والأمن لضمان حماية المدنيين وردع مرتكبي الجرائم.