فضيحة فساد مالي هائلة، داخل الهيئة العامة للبريد في صنعاء -واحدة من أكبر المؤسسات المالية الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي- كشفها المهندس ريدان الرحبي، رئيس قسم الدعم الفني في الهيئة.. مشيرا إلى وجود عمليات نهب منظم طالت المليارات من أموال المودعين والمواطنين.
الرحبي، وفي تسجيل مصوّر من داخل مقر عمله في صنعاء، أطلق صرخة مدوية ضد ما وصفه بالمافيا الحوثية داخل الهيئة، مؤكدًا أن الفساد لم يعد مجرد تجاوزات إدارية، بل منظومة كاملة لنهب المال العام تحت غطاء مشاريع وهمية وصرفيات عبثية.
وقال المهندس في الفيديو الذي تداوله آلاف النشطاء على مواقع التواصل وحظي بتفاعل كبير: هل نترك الهيئة تنهار؟ أم نتركها للفاسدين؟.
واضاف الرحبي، ان حجم الفساد في هيئة البريد يتراوح بين خمسة إلى سبعة مليارات ريال يمني، نُهبت عبر شيكات مزورة ومشاريع غير قانونية وصرفيات بلا رقابة، مشيرًا إلى تورط قيادات حوثية نافذة في عمليات الاستحواذ على الأموال وتحويلها إلى حسابات خاصة.
كما أوضح أن مكاتب بريد متعددة في العاصمة وعدد من المحافظات شهدت عمليات اختلاس منظم، بينها ما يقارب 250 مليون ريال بشيك مزور، و179 مليون ريال من مكاتب فرعية، و70 مليون ريال من مكتب عمران، فضلًا عن مبالغ ضخمة أخرى لم يتم الإفصاح عنها بعد.
بدلًا من فتح تحقيق في القضية، أقدمت إدارة الهيئة على معاقبة المهندس الرحبي، بإحالته إلى مجلس تأديبي للمرة الثانية، وضمّه إلى القائمة السوداء تمهيدًا لفصله، في خطوة وُصفت بأنها رسالة ترهيب لكل من يفكر في كشف الفساد داخل مؤسسات الحوثيين.
وأكد الرحبي أنه سبق أن رفع بلاغات رسمية وتقارير تفصيلية عن التجاوزات المالية، غير أن الجهات المعنية في صنعاء تجاهلتها تمامًا، ما اضطره إلى نشر القضية علنًا رغم تهديدات متواصلة تلقاها منذ أسابيع.