في مشهد يوجع القلب ويكشف حجم المأساة الإنسانية في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، اهتزّت محافظة عمران على وقع جريمة مروّعة ارتكبها قيادي حوثي بحق زوجة ابنه الشابة، التي لم تتجاوز الثالثة والعشرين من عمرها، بعد أن عذّبها حتى الموت داخل منزل الأسرة، ثم أمر بدفنها سرًّا في محاولة يائسة لإخفاء جريمته.
وقالت مصادر محلية إن القيادي الحوثي المدعو يوسف محمد جعفر، المنتحل صفة نائب مدير أمن مديرية بني صريم، أقدم صباح الأربعاء على احتجاز زوجة ابنه في غرفتها، قبل أن ينهال عليها بالضرب والتعذيب الوحشي حتى فارقت الحياة. وأضافت المصادر أن الجاني، بعد ارتكابه الجريمة، وجّه بدفن الضحية بعيدًا عن الأنظار، ثم فرّ إلى العاصمة صنعاء للاحتماء بقيادات المليشيا.
وأثارت الجريمة موجة غضب عارمة في أوساط المواطنين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبّروا عن استنكارهم الشديد، معتبرين أن هذه الواقعة تعكس واقع الانهيار الأخلاقي في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث تحوّلت سلطة المليشيا إلى غطاء لانتهاكات يومية وجرائم عنف أسري واجتماعي دون محاسبة أو رادع.
وأشار ناشطون إلى أن الحادثة ليست الأولى من نوعها، بل تأتي ضمن سلسلة جرائم مروعة تورط فيها قيادات حوثية استغلت نفوذها في فرض هيمنة قمعية على المجتمع، في ظل غياب القانون وطمس الحقائق عبر ما يسمى بالأجهزة الأمنية التابعة للمليشيا.
وطالب أبناء عمران ومنظمات حقوق الإنسان بفتح تحقيق دولي في الجريمة، ومحاسبة الجاني والمتواطئين معه، مؤكدين أن استمرار الإفلات من العقاب يشجع المزيد من عناصر المليشيا على ارتكاب جرائم مماثلة بحق المدنيين، خاصة النساء والأطفال، الذين أصبحوا الفئة الأكثر عرضة للعنف والانتهاك.