علق الصحفي والمحلل السياسي خالد سلمان على التغيير في قيادة مليشيا الحوثي العسكرية بعد غارة إسرائيلية أودت بالقيادي محمد الغماري وعدد من القادة العسكريين، مشيرًا إلى أن الجماعة ظلّت تتكتم عن مقتله لفترة طويلة، وأطلقت تصريحات مفبركة له حتى الأيام القليلة الماضية، في محاولة لترتيب البيت العسكري وامتصاص الصدمة لدى قواعدها.
وأضاف سلمان أن من خلف الغماري في منصب رئيس هيئة الأركان هو يوسف المداني، الذي يُصنّف بحسب خبراء عسكريين وسياسيين على أنه الأخطر بين قيادات الجماعة، بسبب أفكاره العقائدية المتشددة وتدريبه في طهران، وتجربته الطويلة في حروب الحوثي الستة.
وأوضح أن المداني يقود المنطقة العسكرية الخامسة، التي تشمل محافظتي الحديدة وحجة، ما يجعل مسؤوليته عن الهجمات الصاروخية على الممرات المائية وحركة الملاحة البحرية تهدد الأمن الإقليمي والدولي، ويضعه في صدارة حسابات الجهات الاستخباراتية الدولية.
وأشار سلمان إلى أن المداني مهندس ميداني لشبكات الأنفاق والتحصينات تحت الأرض في الحديدة، مستفيدًا من الخبرات المشابهة لتلك التي اكتسبها عناصر حزب الله وحماس في الضاحية الجنوبية، وهو ما يجعل من قيادته للعمليات الحوثية عامل قوة وخطر كبير في آن واحد.
وأكد المحلل أن خطر المداني ليس بعيدًا عن الرصد الدولي، وأنه من المرجح أن يكون الهدف القادم لعمليات استهداف مماثلة لغارة الغماري، سواء عبر عمليات إسرائيلية مباشرة أو من خلال خلايا استخباراتية داخل الجماعة، في إطار جهود احتواء تهديده على الأمن الإقليمي والدولي.
وقال سلمان: "المداني رجل استراتيجي في تكوينه ومهاراته، لكن مكانته الخطرة على مصالح الحسابات الدولية تجعله هدفًا دائمًا للرصد والملاحقة، والوقت وحده كفيل بأن يضعه في مواجهة مصير مشابه لسلفه الغماري".