تشهد العاصمة المحتلة صنعاء منذ أيام حالة غير مسبوقة من التوتر والاحتقان داخل أروقة مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، في ظل تصاعد صراع داخلي خطير بين أبرز أجنحتها العسكرية والأمنية، يهدد بتفجير مواجهة مسلحة في قلب العاصمة.
وأكد الصحفي صالح الحنشي في منشور رصده نافذة اليمن على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك، أن مقتل رئيس الأركان العامة للمليشيا محمد عبدالكريم الغماري ترك فراغاً هائلاً داخل المنظومة الحوثية، حيث كان الغماري الشخصية الوحيدة التي تحظى بطاعة عمياء من جميع القيادات العسكرية.
وأضاف الحنشي أن الخلاف تفجّر مؤخراً بين القيادي يحيى عبدالله الرزامي، قائد الجناح القبلي في المليشيا، وعبدالحكيم الخيواني، رئيس جهاز المخابرات الحوثية في صنعاء، على خلفية اتهام الرزامي للخيواني باختطاف خمسة من قيادات محور همدان.
وأشار إلى أن الرزامي دفع بمجاميع مسلحة تابعة لمحور همدان باتجاه العاصمة صنعاء، في تصعيد خطير ينذر بانفجار صراع دموي داخلي قد يعصف بما تبقى من تماسك الجماعة بعد مقتل الغماري.
ويرى مراقبون أن مقتل الغماري شكّل ضربة قاصمة لهرم القيادة العسكرية الحوثية، وأن حالة التناحر الحالية بين أجنحة الجماعة الأمنية والعسكرية قد تفتح الباب لانقسامات أعمق داخل صفوفها، خصوصاً مع غياب الشخصية التي كانت تضبط إيقاع الخلافات الداخلية بالقوة.
وكانت مليشيا الحوثي قد أعلنت مقتل الغماري، في غارة جوية إسرائيلية، دون تحديد زمان ومكان الضربة التي أودت بحياة القائد الذي وصفته تقارير غربية بالعقل المدبر لمعظم العمليات العسكرية للحوثيين.