أقدمت عناصر تابعة لما يسمى بـ جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، ليل الاثنين- الثلاثاء، على اقتحام ونهب مقر شركة "ميديكس كونكت" في العاصمة المحتلة صنعاء، المملوكة لرجل الأعمال والمهندس عدنان الحرازي، بعد أن كانت الشركة مغلقة تعسفًا منذ العام الماضي دون أي مبرر قانوني.
وذكر بلاغ صادر عن الشركة، إن عملية النهب جرت منذ منتصف الليلة الماضية، وشملت تفريغ كامل محتويات المقر من أثاث وأجهزة ومعدات، في ظل غياب تام لأي مسوّغ قضائي أو قرار رسمي، ما اعتبرته الشركة جريمة سطو منظم برعاية سلطات الأمر الواقع.
من جانبها، أكدت ندى المؤيّد، زوجة المهندس عدنان الحرازي، في تصريح لها لوسائل الإعلام، أن ما حدث يُعدّ استهدافًا متعمّدًا لزوجها وشركاته، مشيرة إلى أن الحكم الصادر سابقًا بحق شركة "برودجي سيستمز" لا يشمل "ميديكس كونكت"، معتبرة أن ما يجري اليوم هو “محاولة لتدمير عدنان الحرازي نفسه، وليس مجرد قضية تجارية أو قانونية”.
وأضافت أن الأسرة ومحامي الحرازي قد تقدموا بعدة شكاوى رسمية إلى المحكمة والنائب العام ضد قرار الإغلاق التعسفي، دون أن تجد آذانًا صاغية، مشددة على أن “ما يحدث ليس تصرفًا إداريًا بل اعتداء سافر على العدالة واغتصاب لحقوق المواطنين في وضح الليل”.
ويأتي هذا التطور بعد أشهر من إصدار المحكمة الابتدائية الخاضعة للحوثيين أحكامًا قاسية بحق الحرازي، تضمنت مصادرة أمواله وممتلكاته، قبل أن تُخفَّف لاحقًا من الإعدام إلى السجن 15 عامًا، بتهم وُصفت بأنها مفبركة ذات طابع سياسي.
وكانت النيابة الجزائية الحوثية قد اتهمت المهندس الحرازي زورًا بـ"التخابر" وجمع بيانات لصالح جهات خارجية، مستهدفة شركة "برودجي سيستمز" التي تأسست في صنعاء عام 2006، وتعمل بتصريح رسمي كمراقب مستقل لبرامج العمل الإنساني في اليمن.
وتعد قضية المهندس عدنان الحرازي نموذجًا صارخًا لواقع القطاع الخاص في مناطق الحوثيين، حيث يتعرض المستثمرون ورجال الأعمال لعمليات ابتزاز ومصادرة متواصلة، ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى إخضاع النشاط الاقتصادي لهيمنة الجماعة ونهب موارده.