شيّع الآلاف من أبناء مدينة تعز، اليوم الخميس، جثمان الشهيد حسين عبدالرحمن الصوفي، الذي فارق الحياة متأثرًا بجراحه بعد أسابيع من إصابته في جريمة الاغتيال التي استهدفت الشهيدة افتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة.
وتحوّل موكب التشييع إلى موجة غضب عارمة اجتاحت شوارع المدينة، حيث عبّر المشيّعون عن استنكارهم لتكرار جرائم الاغتيالات التي تستهدف الكفاءات المدنية والقيادات المخلصة، وسط اتهامات لجهات أمنية وعسكرية بالتقاعس والتواطؤ في كشف الجناة وحماية القتلة.
وردّد المشاركون في التشييع هتافات غاضبة تطالب بـ محاسبة المتورطين في جرائم الاغتيالات التي تشهدها المدينة منذ سنوات، مؤكدين أن استمرار الفوضى الأمنية وغياب العدالة يعمّق جراح تعز ويهدد النسيج الاجتماعي الذي أنهكته الحرب والصراعات الداخلية.
وأكدت شخصيات اجتماعية شاركت في الجنازة أن دماء الشهيدين المشهري والصوفي “لن تذهب هدراً”، مشيرة إلى أن صبر الشارع التعزي بدأ ينفد أمام حالة الانفلات وعبث السلاح الذي يحصد أرواح الأبرياء دون رادع.
وحذّر ناشطون من أن تجاهل جرائم الاغتيال المتكررة في تعز يهدد بانفجار شعبي وشيك، داعين السلطة المحلية وقيادة محور تعز إلى تحمّل المسؤولية ووضع حدٍّ للانفلات الأمني، وإعادة الاعتبار لهيبة الدولة وسيادة القانون في المدينة التي توصف بأنها “عاصمة الاغتيالات” في اليمن خلال السنوات الأخيرة.