آخر تحديث :الإثنين-06 أكتوبر 2025-01:12ص
اخبار وتقارير

عيد بلا فرح في تعز.. المعلمون يحتفلون بيومهم العالمي بالأوجاع والحرمان بدلًا من الزهور والتكريم

عيد بلا فرح في تعز.. المعلمون يحتفلون بيومهم العالمي بالأوجاع والحرمان بدلًا من الزهور والتكريم
الأحد - 05 أكتوبر 2025 - 09:44 م بتوقيت عدن
- تعز - نافذة اليمن - محرم الحاج

في اليوم العالمي للمعلم، الذي يصادف الخامس من أكتوبر من كل عام، غابت في محافظة تعز مظاهر الفرح والاحتفال، وحضرت الأوجاع والأحزان في مشهد يعكس حجم المأساة التي يعيشها المعلم اليمني بعد سنوات طويلة من الإهمال والحرمان.

لم يجد معلمو تعز وسيلة للاحتفاء بعيدهم العالمي سوى منشورات حزينة على وسائل التواصل الاجتماعي، عبّروا فيها عن وجعهم المشترك قائلين إنهم “أُرهقوا من التآمر عليهم من أهل الشرّ والنفاق، لكنهم ما زالوا صامدين يؤدون رسالتهم التعليمية بعزمٍ وثباتٍ رغم الظروف القاسية”.

وخلال جولة ميدانية أجراها فريقنا صباح الأحد، أكد عدد من المعلمين أن هذا اليوم الذي يحتفي فيه العالم بالمعلم، يمرّ على معلمي اليمن وهم يعيشون بين المنافي والسجون والمقابر، بينما من كُتبت له الحياة يمارس مهنته المقدسة بلا راتب ولا تقدير.

وقال أحد المعلمين بحسرة:“نعيش منذ عشر سنوات وضعاً مادياً مأساوياً تجاوز حدود المعاناة، لا يتوقف عند المعلم وحده، بل يمتد إلى مئات آلاف الأسر التي تعيش على حافة الجوع والموت، بعدما تجاوزت خط الفقر إلى خط القبر”.

وأشار المعلمون إلى أن زملاءهم في مناطق سيطرة الحوثيين لم يتسلموا رواتبهم منذ سنوات، وإن صُرف نصف الراتب فهو بشكل متقطع وغير منتظم، ما يجعلهم يعيشون على فتات المعاناة وصبر الحاجة.

ورغم ذلك، يواصلون أداء واجبهم إيمانًا برسالتهم الوطنية والإنسانية في تعليم الأجيال.

وفي المقابل، أوضح المعلمون أن زملاءهم في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية وإن كانوا يتقاضون رواتبهم بانتظام، إلا أن ضعف قيمتها الشرائية جعلها غير كافية لتغطية أبسط متطلبات الحياة في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار.

وطالب المعلمون خلال حديثهم المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالضغط على جماعة الحوثي من أجل صرف رواتب المعلمين المنقطعة منذ عشر سنوات، وإعادة من أُسقطت أسماؤهم من كشوفات الرواتب دون أي مسوغ قانوني، وصرف مستحقاتهم بأثر رجعي ومستمر.

كما دعوا السلطات الشرعية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه المعلم اليمني، واعتماد راتب كريم يضمن حياة إنسانية لائقة، وتمكينه من أداء رسالته التعليمية بإيجابية وإخلاص.

وطالبوا كذلك بصرف رواتب معلمي تعز المتوقفة منذ ثلاثة أشهر، ومتابعة مستحقات المعلمين النازحين الذين يعيشون ظروفًا مأساوية في مناطق النزوح.

وشدد المعلمون في ختام حديثهم على ضرورة إطلاق سراح المختطفين من منتسبي قطاع التربية والتعليم في مناطق سيطرة الحوثيين، وعلى رأسهم النقابي البارز الأستاذ سعد النزيلي، نقيب المعلمين بأمانة العاصمة، مؤكدين أن استمرار احتجازهم وصمة عار في وجه الإنسانية، خصوصاً وأن بعضهم اختُطفوا فقط لأنهم عبّروا عن فرحتهم بذكرى ثورة 26 سبتمبر.

وبينما يحتفل العالم بالمعلم تحت شعار “التقدير والكرامة”، يعيش معلم اليمن يومه العالمي بوجع الكرامة المهدورة وغياب العدالة والحقوق، في وطنٍ ما زال التعليم فيه رهينة الحرب والسياسة والإهمال.