آخر تحديث :الخميس-04 سبتمبر 2025-07:46م
اخبار وتقارير

سياسي ودبلوماسي سابق: الحوثيون يستغلون المناسبات الدينية لترسيخ وهم "النقاء السلالي"

سياسي ودبلوماسي سابق: الحوثيون يستغلون المناسبات الدينية لترسيخ وهم "النقاء السلالي"
الخميس - 04 سبتمبر 2025 - 05:16 م بتوقيت عدن
- صنعاء، نافذة اليمن:

في وقت يتطلع فيه اليمنيون إلى استعادة معاني المناسبات الدينية الجامعة وما تحمله من قيم روحية وأخلاقية، وجّه السياسي والسفير السابق نايف القانص انتقادات حادة لجماعة الحوثي، متهمًا إياها باستغلال ذكرى المولد النبوي وغيره من المناسبات الدينية لترسيخ فكرة "النقاء السلالي" التي وصفها بالخطيرة على وحدة المجتمع واستقراره.


وقال القانص في مقال له بعنوان "سلالة النقاء.. من الأسطورة إلى الواقع اليمني"، على منصة "إكس"، إن ما يقوم به الحوثيون من ربط هذه المناسبات بادعاءات النسب والانتساب إلى ما يصفونه بـ"المركز المقدس"، يفتح الباب واسعًا أمام انقسامات مذهبية ومناطقية تهدد النسيج الوطني بالتشظي. وأضاف: "باتت مناسبات دينية كذكرى المولد النبوي تُستغل لترسيخ فكرة النقاء السلالي، عبر ادعاء الانتساب إلى أهل البيت، وهو توجه قد يبدو في ظاهره دينيًا أو روحانيًا، لكنه في الواقع تحوّل إلى عامل انقسام اجتماعي ومذهبي عميق."


وأشار القانص إلى أن تضخيم هذا الخطاب انعكس بشكل مباشر على موارد الدولة التي جرى تسخيرها لخدمة هذه الأيديولوجيا، مما أثار ردود فعل مضادة أبرزها تصاعد التيارات السنية لمواجهة هذا الطرح، إضافة إلى تزايد حالة النفور بين الشباب والمثقفين، حيث أعاد بعضهم النظر في علاقتهم بالدين، بل انسحب آخرون كليًا من الانتماء الديني نتيجة ما لمسوه من استغلال للمقدس وتسييس للمعتقدات.


وأوضح أن خطورة هذا التوجه لا تقف عند حدود التباينات الفكرية، بل تتعداها إلى تغذية الانقسامات الاجتماعية والمناطقية، ما يجعل النسيج الوطني مهددًا بمزيد من التمزق والتشرذم.


وتابع القانص: "إن التطرف المذهبي، مهما كان مصدره، لا يجلب سوى الكراهية والفرقة. لقد آن الأوان لأن ندرك حجم الأذى الذي خلّفته هذه العقليات، لا فقط على صورة الدين والنبي وأهل بيته، بل على وحدة المجتمع واستقراره."


واختتم مقاله بالتأكيد على أن المراجعة الجادة للخطاب الديني والمذهبي تمثل ضرورة وطنية وأخلاقية، إذا ما أراد اليمنيون حماية أنفسهم من دوامة العداء والكراهية والحروب التي لا تنتهي.