في واقعة مأساوية صدمت سكان محافظة تعز، أقدم رجل على قتل زوجته بعد سنوات من الحياة المشتركة، مستخدمًا الضرب العنيف والخنق بواسطة حبل، في حادثة تعكس حجم المخاطر التي تواجهها النساء في بعض البيوت اليمنية جراء العنف الأسري. هذه الحادثة ليست مجرد رقم في سجلات الشرطة، بل قصة مأساوية لشابة فقدت حياتها في عمر الزهور، وتسلط الضوء على حاجة المجتمع إلى تعزيز آليات الحماية والدعم النفسي والاجتماعي للنساء.
وقالت وزارة الداخلية في بيان لها، إن الشرطة ضبطت الرجل المتهم، البالغ من العمر 45 عامًا، بعد أن أقدم على قتل زوجته البالغة من العمر 25 عامًا نتيجة خلافات أسرية. وأضاف البيان أن المتهم تم حجزه لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه.
وعبرت مصادر محلية عن صدمتهم واستيائهم من استمرار حالات العنف المنزلي، مؤكدين أن هذه الجرائم غالبًا ما تنجم عن تراكم الخلافات اليومية، وغياب الوعي القانوني والاجتماعي، وضعف آليات حماية الأسرة والمرأة. وتوضح هذه الحادثة هشاشة شبكة الدعم المقدمة للنساء اللواتي يواجهن خطر العنف داخل منازلهن، سواء عبر التدخل المباشر أو التوعية والمساندة القانونية.
وتشير المنظمات الحقوقية إلى أن العنف الأسري في اليمن، وإن كان منتشرا بشكل كبير، إلا أن حوادث القتل على يد الأزواج تحمل بعدًا مأساويًا أكثر، إذ تنهي حياة الضحية بشكل كامل، بينما يظل الجاني في بعض الحالات يواجه إجراءات قانونية بطيئة أو غير رادعة.
يؤكد خبراء اجتماعيون أن التعامل مع هذه الجرائم يتطلب نهجًا متعدد الأبعاد، يشمل التوعية المجتمعية حول حقوق المرأة، وتفعيل القوانين الرادعة، وإنشاء مراكز حماية وإيواء للنساء المعرضات للخطر، إلى جانب برامج الدعم النفسي للضحايا وأسرهم.
وتظل مأساة هذه الشابة في تعز دعوة للمجتمع والحكومة إلى العمل بجدية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، عبر تطوير آليات حماية النساء، وتعزيز حملات التوعية ضد العنف الأسري، وتوفير قنوات آمنة للإبلاغ عن الانتهاكات قبل أن تتفاقم الأمور إلى مأساة لا رجعة فيها.