تُظهر خريطة الضفة الغربية اليوم، كيف تمكنت إسرائيل من تقليص كل المدن الرئيسية الواقعة تحت حكم السلطة الفلسطينية وجعلها محاطة بمستوطنات وبؤر وطرق التفافية حولتها جزراً أرخبيلية معزولة تماماً عن بعضها بعضاً. ويعيش في الضفة اليوم نحو 900 ألف مستوطن بنوا دولة داخل الدولة، تكاد تكون أكبر من دولة فلسطين لو أعلنت يوماً.
ويعدّ الضرر الاقتصادي، لمصادرة الأراضي، أحد أبرز جوانب الحرب التي تشنها إسرائيل على الضفة وسكانها. فهناك اليوم 898 حاجزاً عسكرياً وبوابة حديدية، منها 18 وضعت منذ مطلع العام الحالي (2025) فقط و146 منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وقال أمير داود من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان: إنهم يخلقون حيزاً جغرافياً بديلاً يتجاوز ما يعرفه الفلسطينيون من شوارع وطرق ومساحات، وهو حيز مصمم على فكرة الإغلاق والرقابة والإقصاء.
وفي خطوة من شأنها أن تهدد إقامة الدولة الفلسطينية المنشودة، أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش نهاية أغسطس (آب) حصوله على موافقة نهائية لمشروع "آي 1" الذي يتيح له بناء مستوطنات في الضفة.
وأضاف: الدولة الفلسطينية لا تُمحى بالشعارات، بل بالأفعال. كل مستوطنة، كل حي، كل وحدة سكنية هي مسمار آخر في نعش هذه الفكرة الخطيرة.
المصدر/ صحيفة الشرق الأوسط