كشف الخبير الاقتصادي البارز مصطفى نصر، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والإعلام الاقتصادي، اليوم الثلاثاء عن تفاصيل الحرب الخفية التي تستهدف محافظ البنك المركزي اليمني أحمد غالب المعبقي، محذراً من مخاطر الحملات التحريضية التي تهدد بانهيار الاقتصاد الوطني في لحظة تاريخية حرجة.
وفي تحليل خاص ومثير رصده نافذة اليمن على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك، قال نصر: "ليس من عادتي الإشادة بالأشخاص عندما يكونوا في موقع المسؤولية، إلا أن أحمد المعبقي بالنسبة لي استثناء"، مشيراً إلى أن المحافظ "رجل صلب وسخي على المستوى الشخصي، لكنه لا يعتمد على صرفيات لشلة من المطبلين والمسبحين بإنجازاته".
وكشف الخبير الاقتصادي عن المعارك الضارية التي خاضها المعبقي، قائلاً: "أتذكر معاركه مع القطاع الخاص من أجل ضريبة المبيعات، ودفع ثمناً باهظاً جراء ذلك"، مؤكداً أن للمحافظ "مواقف شجاعة خلال السنوات القليلة الماضية لعل الكثير سمع عنها".
وأوضح نصر أن المعبقي يقف اليوم مع فريقه "في قلب المعركة الاقتصادية، حيث يناضل من أجل استقرار العملة في مواجهة حيتان من المضاربين وغاسلي أموال الحرب، وتركة ثقيلة من الأخطاء والممارسات على مدى سنوات".
وأشاد الخبير الاقتصادي بالأداء المهني للمؤسسة، قائلاً: "يعد البنك المركزي اليوم مؤسسة مستقلة ذات ثقل وثقة على المستوى الإقليمي والدولي، ولم يصل إلى هذا المستوى سوى بعمل دؤوب ومخلص".
وحذر نصر من أن الحملات التحريضية التي يتعرض لها البنك المركزي "تبدو غير بريئة، وتأتي في لحظة زمنية خطيرة، تستدعي وقوف كافة المؤسسات الرسمية في خندق واحد"، مشيراً إلى أن الوضـع الاقتصادي "يقترب من الانهيار الشامل والعجز عن تسليم المرتبات".
وأشاد الخبير الاقتصادي بموقف مجلس إدارة البنك المركزي "الذي يتمثل في الامتناع عن طباعة أو إنزال كمية من النقود المطبوعة إلى السوق"، معتبراً أن هذا الموقف "يجعلنا نرفع له القبعة احتراماً".
وختم نصر برسالة عاجلة للقيادة، قائلاً: "ليس من مصلحة أحد خلق حالة من الصراع وإشغال البنك المركزي عن القيام بمهامه"، معرباً عن ثقته بأن "رئيس الوزراء الذي يصفه كثيرون بالنزاهة يدرك ذلك جيداً، وكذلك مجلس القيادة الرئاسي بمختلف أعضائه".