كشفت مصادر يمنية، عن مساع حوثية لتفجير الوضع العسكري الداخلي، في محاولة لإفشال الجهود المنسّقة دوليًّا ومحليًّا لتقويض نفوذ الميليشيا العسكري ووقف تهديداتها لممرات التجارة العالمية.
وأوضحت المصادر لـ"إرم نيوز"، أن الحوثيين رفعوا مؤخرًا من مستوى التأهب والاستنفار إلى الدرجة القصوى، استعدادًا لخوض معركة واسعة ضد القوات الحكومية والموالية لها في مناطق البلاد المختلفة، بهدف إرباك أي تحرك مدعوم من المجتمع الدولي، للتقدم نحو مناطق سيطرتهم الإستراتيجية المطلّة على ممر الملاحة الدولية.
وأشارت إلى إدراك قيادة الميليشيا لخطورة الموقف الدولي الموحّد تجاهها، في ظل التحركات الأخيرة التي تقودها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لاستصدار قرارات مرتقبة بمجلس الأمن، تتعلق بأزمة البحر الأحمر وبشأن العراقيل التي يضعها الحوثيون في مسار العملية السياسية المحلية.
وبحسب المصادر، فإن لدى الحوثيين مخاوف من أن تُشكّل هذه القرارات غطاءً قانونيًّا لتحالفات إقليمية ودولية مع الشركاء المحليين؛ ما يمهّد لعمليات عسكرية برّية مشتركة، تزيحهم من مناطق نفوذهم المشاطئة للبحر الأحمر، أو تسعى لاجتثاثهم كليًّا.
المصادر ذاتها، أكدت أن إيران تضغط بقوة ليحافظ الحوثيين على حضورهم الإقليمي، والإبقاء على وجودهم كذراع عسكرية قرب مضيق باب المندب؛ "ما يجعل الميليشيا مستعدة لتفجير الوضع واستئناف العمليات العسكرية، في محاولة لإفشال التحركات التي تهدد طموحها الإقليمي المتنامي، حتى وإن كان ذلك على حساب مكاسبهم المفترضة من المفاوضات الداخلية".
وأضافت أن هذه الطموحات، تصطدم بالمساعي الغربية المبذولة لإيجاد مقاربة مشتركة مع الداخل للتصدي للحوثيين، في ظل تزايد حالة القلق من تورط أقطاب دولية كبرى في دعمهم بالسلاح النوعي والمتقدم.
وخلال الأيام الماضية، دفعت الميليشيا بتعزيزات بشرية وعسكرية ضخمة إلى جبهات القتال في محافظات مأرب والجوف ولحج والضالع والبيضاء، ضمّت وحدات قتالية خاصة وفصائل عقائدية مدرّبة، فيما عززت من تحصيناتها بمناطق التماس، كما قامت بنقل منظومات صاروخية وطائرات مسيّرة وأنظمة رادار إلى مواقع إستراتيجية في محافظتي الحديدة وحجة، على مقربة من خطوط الملاحة الدولية بالبحر الأحمر.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانز غروندبرغ، حذّر في إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن، من "التطورات المقلقة" التي تشهدها الساحة اليمنية، مشددًا على الحاجة إلى "تهدئة فعّاله وحوار أمني بين الأطراف"، في ظل تعزيزات الحوثيين بالحديدة وتصاعد هجماتهم في صعدة، أواخر الشهر الماضي.
مؤخرًا، كثّف وزير الدفاع اليمني، الفريق الركن محسن الداعري، من زياراته الميدانية للاطلاع على جاهزية القوات الحكومية في المنطقة العسكرية الخامسة التي تشمل محافظتي الحديدة وحجة، وفي محافظة صعدة، المعقل الرئيس للحوثيين؛ ما أثار حفيظة الميليشيا، خصوصًا أن هذه التحركات المكثّفة تأتي عقب لقاءاته بالملحق العسكري الأمريكي والسفيرة البريطانية لدى اليمن.
وفي خطوة مقابلة، عقد الحوثيون اجتماعًا عسكريًّا يوم أمس الأحد، لمناقشة مستوى الجاهزية العسكرية والأداء الأمني والاستخباراتي في المنطقة العسكرية السادسة بمحافظات صعدة والجوف وعمران.
فيما أكد "وزير الداخلية" في حكومة الميليشيا غير المعترف بها دوليًّا، عبدالكريم الحوثي، خلال اجتماع أمني موسع عقد بصنعاء أمس "أن المرحلة الراهنة تتطلب إدراك حجم الصراع وخطورته والتحلي باليقظة والجاهزية"، محذرًا مما وصفه بـ"مكر وخداع" الأمريكان والإسرائيليين في استهداف اليمن "من الداخل".