وصف وزير الإعلام معمر الارياني، يوم الاثنين، ما تقوم به مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، في دور الأيتام داخل مناطق سيطرتها، بأنه جريمة لا مثيل لها في التاريخ الحديث وأبشع صور الاستغلال والانحطاط الأخلاقي، حيث حولت المليشيا دور الأيتام من مؤسسات للرعاية والحماية إلى مصانع موت تغسل عقول الأطفال وتربّيهم على الكراهية والطائفية والقتل والإرهاب، ثم تدفع بهم ليصبحوا وقودًا لحروبها القذرة.
وأوضح الارياني أن المليشيا منذ انقلابها سيطرت على معظم دور الأيتام، وأقامت إدارات جديدة بعناصر مؤدلجة، وعزلت الأطفال عن أقاربهم ومنعت أي رقابة مستقلة.
وأضاف أن عمليات غسل الأدمغة تبدأ منذ نعومة أظافر الأطفال، حيث تُملأ الجدران بصور عبدالملك الحوثي، ويقسم الأطفال الولاء له صباحًا ومساءً، وتلغى المناهج الوطنية وتستبدل بمحاضرات طائفية ودورات مغلقة تزرع فكرة "الاصطفاء الإلهي والجهاد في سبيل الولي"، وكراهية الصحابة.
وأشار الوزير إلى أنه عند سن 10–12 عامًا، يتم نقل الأيتام إلى معسكرات سرية في سحار وبني حشيش وريف عمران تحت مسمى "الاستعداد الفدائي"، حيث يتعلمون استخدام السلاح والقنص والمناورة، ويشاهدون مقاطع ذبح وقتال لتحفيزهم على الاستشهاد قبل ضمهم إلى ما يُسمى "كتائب الفتيان".
وكشف الارياني أن الآلاف من الأطفال الأيتام قتلوا أو جرحوا على الجبهات خلال عشر سنوات، دون أن تُعرف أسماؤهم أو تُسلم جثامينهم، مضيفًا أن المشروع يتلقى تمويلاً من مؤسسات حوثية وهمية مثل مؤسسة الشهيد، هيئة الزكاة، مؤسسة بنيان، ومنح إيرانية وعراقية ولبنانية، ويُسوّق للعالم كدعم للأيتام، بينما هو استعباد منظم للأطفال بغطاء ديني.
وأكد الوزير أن هذا يُعد جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاك صارخ لاتفاقية حقوق الطفل واتفاقيات جنيف وقرارات مجلس الأمن بشأن تجنيد الأطفال، داعيًا الأمم المتحدة واليونيسف ومنظمات حقوق الطفل للتحرك العاجل، وفتح تحقيق دولي، وإدراج قيادات الحوثي ضمن قائمة منتهكي حقوق الطفل، ووقف أي تمويل عبر مؤسساتهم الوهمية، ودعم الحكومة اليمنية لاستعادة الدولة والسيطرة على هذه الدور وإنقاذ الأطفال.
وختم الارياني تحذيره بالقول: "إن الصمت الدولي تواطؤ، ويمنح المليشيا ضوءاً أخضر لاغتيال الطفولة اليمنية، وتحويل دموع الأيتام إلى رصاص، وآلامهم إلى وقود لحرب بلا نهاية، في خدمة المشروع الإيراني التدميري في اليمن والمنطقة".