فيما تصمت السلطات المحلية، يعيش سكان محافظة تعز معاناة يومية بسبب سوء خدمات الهاتف النقال، التي تُعد من أسوأ شبكات الاتصال على مستوى اليمن.
وتعاني الشبكات في المدينة من ضعف البنية التحتية وتزايد أعداد المستخدمين، في حين تبدو شركات الهاتف النقال غير مبالية بتقديم أي تحسينات حقيقية.
وأكد عدد من المواطنين في أحياء متعددة من مديريات تعز الشرعية، أن انقطاع المكالمات المستمر، وعدم وضوح الصوت، وصعوبة إرسال واستقبال الرسائل باتت جزءًا من حياتهم اليومية، ما يضطرهم لإعادة الاتصال مرات عديدة، الأمر الذي يكلفهم أموالاً طائلة عبر استنزاف بطاقات الشحن وارتفاع فواتير المشتركين الدائمين.
وتساءل السكان: من يدفع ثمن هذا الإهمال؟، مؤكدين أنهم يدفعون مبالغ مالية مقابل خدمات وهمية لا تتجاوز الاسم والشعار. وقال أحد المشتركين: "أكثر من عشر سنوات وأنا أستخدم نفس الرقم، أصبح هويتي، ولن أغيره رغم المعاناة اليومية مع ضعف الشبكة".
وأضاف المواطنون أن المشكلة لا تقتصر على مركز المدينة، بل تمتد إلى المديريات الريفية حيث يضطر السكان إلى الخروج من منازلهم للبحث عن أماكن يمكنهم فيها التقاط إشارة الإرسال أو الاستقبال، فيما تتعامل شركات الهاتف النقال مع الشكاوى بـ"تجاهل كامل".
وأشار المشتركون إلى أن محاولاتهم للاتصال بمراكز خدمة العملاء تبوء غالبًا بالفشل، إذ يواجهون رسائل مثل: "هناك خطأ بالاتصال، نرجو المحاولة مرة أخرى"، أو "الرقم غير متوفر"، في حين تواصل الشركات تحصيل الرسوم بشكل مبالغ فيه على مكالمات ورسائل لم تُستقبل أو تُرسل بشكل صحيح.
وأكد الطالب الجامعي أحمد الحاج: "وقت وصول الرصيد يصلني إشعار النفاد بعد دقيقة فقط من فتح الإنترنت دون إرسال أو استقبال… كيف لا وأنتم تسرقون شعباً مغلوباً على أمره مستغلين حالة الفوضى وعدم الرقابة؟ حسبنا ونعم الوكيل".
وطالب المواطنون، عبر وسائل الإعلام المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي، بتدخل عاجل من السلطات الرقابية وشركات الهاتف النقال، لضمان تحسين الشبكة، ومنع الاستغلال المالي للمواطنين، وتزويد جميع مناطق المحافظة بأبراج بث لتقوية الإرسال، خاصة للذين لا يستطيعون تغيير أرقامهم المرتبطة بعلاقاتهم الشخصية والمهنية منذ سنوات طويلة.