
بهذا المنطق خسرنا الدولة والجمهورية، اعتبرناها دولة عفاش، جمهورية عفاش، جيش عفاش، لنتكشف متأخرين أنها كانت دولتنا، جمهوريتنا وجيشنا المتعب والفقير .
جميعنا بهكذا حمق، وأنا صغير حينها كنت أكره كل ما يمت بصلة لرمزية الدولة، أحتقر البلاد، أسخر من الجيش، أبتهج بتحريفات فهد القرني للأغاني الوطنية، لا ولاء حتى للعلم او النشيد الوطني، لُقنا أطفالا أن صالح هو كل ذلك، وتوكل مثلنا، غير أنها باقية كذلك، حتى اللحظة .
تقول حكاية إن في مدينة اسطورية، استطاع كهنة أن يقنعوا أمة أن الملك الذي يحكمهم هو الغاصب الأكبر، سقوطه سيحقق كل الرفاه، سيحررهم من لعنة القرون .
في تلك الحكاية نحن الأمة، توكل وإخوانها الكهنة، حصان طروادة، خرجنا بعدهم كبشارة من الآلهة، غاضبين نهدم كل الأسوار، غير آبيهن بواجب حراسة المدينة.
سقطت البلاد مدينة تلو أخرى، دخل الوحوش من كل حدب وصوب، استمرت قائدة الأمة بحمل مشعلها ذاته، حتى وقد بلغت من العمر والتشرد عتيا، تواصل ذات مراهقتها، تجوب الأصقاع ب ذات الشعلة، لا تفرق بين ان كانت تضيء الطريق أم تحرقه !.
يونس عبدا
لسلام