كشف الأكاديمي والسياسي الجنوبي ياسر اليافعي عن معاناة غير مرئية يعيشها السوق المحلي اليوم، مؤكداً أن الاتهامات الموجهة لصغار التجار وأصحاب البقالات بشأن ارتفاع الأسعار ليست سوى الجزء الظاهر من أزمة أعقد بكثير.
وقال اليافعي في منشور رصده نافذة اليمن على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك، إنه دخل في نقاش صريح مع صاحب سوبر ماركت حول أزمة الأسعار، ليتفاجأ بأن الأخير عاجز تمامًا عن البيع بالسعر "الرسمي" الذي يطالب به المواطنون، بسبب شروط جائرة من تجار الجملة الذين يفرضون عليه خيارين فقط: الدفع بالريال السعودي على سعر صرف 430 ريالًا، أو الدفع بالعملة المحلية (الريال اليمني) لكن باحتساب السعر على أساس 530 ريالًا مقابل الريال السعودي.
وأضاف التاجر بحسب اليافعي: "حاولت أشتري سعودي من السوق، لكن الصرافين رافضين يبيعوا، والوضع انفجر.. حتى رفوف المحل بدأت تفضى، وما عد نشتري شيء جديد حتى نشوف فين رايح الوضع."
وفي تحذير لافت، قال اليافعي: "الوضع أصبح خطير جدًا.. ويؤسس لانفجار سوق سوداء للعملات يصعب السيطرة عليها، خاصة مع دخول أطراف متعددة على الخط."
وأفاد اليافعي أن فوضى السوق وصلت حدًّا غير مسبوق، حيث "أصبح حتى بعض المقاوتة يبحثون عن السعودي بأي سعر، ووصل الأمر إلى حد تقديم عروض خصم على القات لمن يدفع بالعملة الصعبة".
وأكد نشطاء محليون أن الأزمة تتطلب تدخلاً رسميًا عاجلًا لإعادة ضبط السوق وكسر احتكار الصرف ومنع فوضى تسعير العملة التي تنذر بانهيار اقتصادي شامل.