آخر تحديث :الخميس-07 أغسطس 2025-01:46ص

هل الحوثية أقرب للفاشية أم للنازية؟

الخميس - 07 أغسطس 2025 - الساعة 01:39 ص

همدان العليي
بقلم: همدان العليي
- ارشيف الكاتب


يمكن القول بأن الحوثية تشترك مع الفاشية والنازية في كثير من الصفات والممارسات، إلا أنها النموذج الأكثر وحشية وخطورة باعتبارها جمعت بين العنصرية التي تميزت بها النازية، والاستبداد وهو ما تميزت به الفاشية، زد على ذلك العقيدة الثيوقراطية الإرهابية التي تكفر وتبيح دم المخالف.

الحوثية فاشية في حكمها الشمولي القمعي وتمركزها في الزعيم والقائد الأوحد (عبدالملك الحوثي)، وفي عدائها للديمقراطية، وكذلك تمجيد الجماعة وعسكرة المجتمع وتعبئة المجتمع بشكل دائم وافتراض العدو لإبقاء المجتمع في حالة استنفار ضد عدو خارجي مفترض.

والحوثية نازية لوجود النظرية العرقية العنصرية "الاصطفاء الإلهي لآل البيت الهاشميين"، وتقسيم الناس على أساس "النسب" إلى سادة وغير سادة، وأشراف وغير أشراف، وشريفات وغير شريفات. علما بأن العنصرية النازية هي عنصرية ادعاء تميز قومية وشعب بأكمله، بينما عنصرية الحوثيين قائمة على ادعاء تمييز وقدسية سلالة في اليمن لا تتجاوز نسبها 5% من إجمالي عدد السكان في اليمن إذا بالغنا في التقدير. وبناء على نظرية "التمييز الإلهي"، تهيمن هذه السلالة على كل المناصب والأعمال العامة والخاصة المدنية والعسكرية والأمنية وتسيطر على أموال وثروات الدولة وهذا ما يدفع اليمنيين لخوض معارك مستمرة ضد هذه الخرافة العنصرية التي تبقي اليمن في حالة فقر وتخلف مستمر.

الحوثية أقرب إلى النازية من حيث تطابق سياسة التطهير والتجويع والتهجير وتفجير المنازل واستغلال التعليم والإعلام والفن وتنفيذ جرائم الإبادة الثقافية بحق المخالفين دينيا وسياسيا والمختلفين عرقيا ووصفهم بتهم وأكذيب تشرعن القضاء عليهم.


ما يميز الحوثية عن الفاشية والنازية، هو البعد الكهنوتي الثيوقراطي الإرهابي الذي يمنح حكم السلالة مشروعية سماوية. فعبدالملك الحوثي ليس مجرد قائد شعبي، أو حتى رجل دين عادي، بل شخص اختاره الله هو وسلالته لحكم اليمن والمسلمين، وتقع عليه -كونه يدعي بانه حفيد الرسول محمد- مهمة تخليص الإسلام والمسلمين في كل مكان من الظلم والقهر. وهذا الاعتقاد هو الذي يجعل الحوثيين يمارسون جرائمهم في اليمن وخارجه.

هذه الجماعة نسخة هجينة ومطورة جمعت بين فاشية موسوليني، وعنصرية هتلر، وإرهاب داعش والخميني. هي مزيج من أنواع وألوان مختلفة من الشر. ونادرا ما تجتمع هذه الثلاثية في جماعة واحدة، فأغلب الجماعات المتطرفة عبر العصور كانت تأخذ واحدة أو اثنتين من هذه الصفات.


‏- لم تكن الفاشية دينية لكنها لم تعادي المتدينين، وقد استخدمت الدين الكاثوليكي لتعزيز شرعيتها وهيمنتها، أي أنها كانت براغماتية في التعامل مع الكنيسة وتستخدم الدين دعائيا.

- وقفت النازية ضد الدين بشكله التقليدي، لأنها كانت تركز على تعزيز مكانة العرق الآري أساسا، وبالرغم بأنها ضيقت على رجال الدين وسجنت بعضهم وأغلقت مؤسسات دينية، إلا أنها أيضا استخدمت الرموز الدينية المسيحية لأغراض دعائية بين الوقت والآخر.

- الحوثية جماعة دينية عقائدية بالمقام الأول، تؤمن بما يسمى الولاية والإمامة و"حق آل البيت الإلهي في حكم المسلمين"، وهذا هو أساس فكرها السياسي ودافع حروبها المستمرة. تمارس إقصاء طائفيا ضد السُنة وتعمل بشكل ممنهج على فرض التشيع عبر المدارس والجامعات والمساجد ووسائل الإعلام المختلفة. كما تستهدف الأديان الأخرى في اليمن فقد هجرت اليمنيين اليهود والبهائيين والمسيحيين وصادرت أملاكهم.

تقوم الحوثية بتسيس الدين وحصر تفسيره فيما يسمى "سلالة آل البيت" وتستخدمه لتكفير الخصوم وقتلهم ونهب أموالهم وتهجيرهم.


‏- الفاشية لم تكن تهدف إلى الدفع بالأطفال إلى المعارك، لكنها كانت تعمل على بناء جيل يحمل العقيدة الفاشية للمستقبل من خلال اخضاع الأطفال لدورات تثقيفية، إلا أن انهيار النظام خلال (1943–1945)، دفعهم إلى استخدام بعض الأطفال كجنود اضطراريين وبشكل محدود جدا.

- النازية لم تقم بتجنيد الأطفال والدفع بهم إلى جبهات القتال في بداية نشأتها، ومنذ السيطرة على ألمانيا في 1933 حتى 1943، قامت بإعدادهم عقائديا وعسكريا للمستقبل عبر منظمة "شباب هتلر"، وليس كمقاتلين مباشرين. وفي عام 1943، أنشأت النازية وحدات عسكرية استخدم الأطفال كمقاتلين وانتحاريين فيها للدفاع عن برلين في الأشهر الأخيرة من الحرب.

- يمكن القول وبكل ثقة وصدق بأن الحوثية أكثر جماعة في العصر الحديث تستخدم الأطفال في القتال فعليا وعلى نطاق واسع وبشكل ممنهج ومنذ بداية ظهورها العسكري في 2004. وبحسب منظمات محلية ودولية عديدة، يتم استدراج الأطفال من القرى والمدارس بدورات دينية واغراءات مالية مستغلين حالة الفقر والجوع، ثم ينقلونهم إلى المعسكرات أو الزج بهم في الجبهات مباشرة دون أي تدريب. وإضافة للقتال، يستخدمونهم في مهام مثل حمل السلاح وزراعة الألغام وكمرشدين وقناصة وجنود في نقاط التفتيش، وقد سقط عشرات الآلاف من الأطفال قتلى أثناء مشاركتهم في القتال مع الحوثيين، أو أثناء تنفيذهم أعمالا عسكرية واستخباراتية مختلفة.



‏- استخدمت الفاشية العنف المفرط ضد المخالفين لها عبر ما كان يتم وصفهم بـ "مليشيات القمصان السوداء"، وتم تسميتهم بـ"الفرق الفاشية للعمل"، ثم "الميليشيا الطوعية للأمن القومي"، وقد ارتدوا قمصانا سوداء ترمز للقوة والعنف والموت لإرهاب المخالفين لهم.

- استخدمت النازية "كتيبة العاصفة" وقد تم تسميتهم بـ "القمصان البنية"، وكانت مهمتها إرهاب خصوم النازية وتنفيذ عمليات قتل وتنكيل بهم، ثم أنشأت "وحدات SS" (شوتزشتافل)، التي نفذت جرائم الإبادة الجماعية لاحقا.

- تستخدم الحوثية "المشرفون"، واللجان الشعبية واللجان الثورية وكتائب الزينبيات (التي ذكرتها تقارير الأمم المتحدة كواحدة من المكونات الحوثية التي ارتكبت جرائم بشعة ضد النساء)، كذلك الأمن الوقائي وكتائب الحسين وفرق الموت الحوثية وغيرها من التشكيلات التي تنفذ الجرائم ضد اليمنيين بشكل ممنهج.


- لم تنفذ الفاشية جرائم إبادة جماعية.

- نفذت النازية جرائم إبادة جماعية لليهود وغيرهم.

- تنفذ الحوثية جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والطائفي والمناطقي كما تمارس التجويع وتفجير المنازل وزراعة ملايين الألغام وسياسة التهجير الممنهج.


‎#الحوثي_جوع_اليمنيين