لقي ما لا يقل عن 68 مهاجرًا أفريقيًا مصرعهم، خلال الساعات القليلة الماضية، فيما لا يزال 74 آخرون في عداد المفقودين، إثر انقلاب قارب مكتظ بالمهاجرين غير النظاميين قبالة سواحل محافظة أبين جنوب البلاد، فجر اليوم الأحد 3 أغسطس 2025.
وأكدت المنظمة الدولية للهجرة، أن القارب كان يحمل 154 مهاجرًا إثيوبيًا في رحلة محفوفة بالموت، قبل أن ينقلب قبالة مديرية أحور، نتيجة سوء الأحوال الجوية والرياح العاتية، وسط ظروف بالغة القسوة.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن عبد الستار إيسويف، رئيس بعثة المنظمة في اليمن، أن 12 مهاجرًا فقط نجوا من الغرق، بينما جرفت الأمواج جثث 54 مهاجرًا إلى شواطئ مديرية خنفر، وتم العثور على 14 جثة أخرى في مناطق مختلفة، ليبلغ إجمالي عدد الضحايا المؤكدين حتى الآن 68 قتيلاً، فيما تستمر عمليات البحث والإنقاذ وسط مخاوف من ارتفاع الحصيلة.
من جانبه، قال عبدالقادر باجميل، مدير مكتب الصحة في مديرية زنجبار، إن فرق الإنقاذ انتشلت جثثًا تعود لذكور وإناث، بينهم عدد من القاصرين، فيما لا تزال عمليات تمشيط الشريط الساحلي متواصلة لانتشال المزيد من الجثث.
ويُعد هذا الحادث الأحدث في سلسلة طويلة من حوادث الغرق المتكررة لقوارب الهجرة غير النظامية، والتي تحولت إلى كوابيس جماعية تطارد الحالمين بالوصول إلى دول الخليج عبر "الطريق الشرقي"، الذي وصفته المنظمة الدولية للهجرة بأنه واحد من أكثر ممرات الهجرة ازدحامًا وخطورة في العالم.
وتشير بيانات المنظمة إلى أن اليمن لا يزال يمثل نقطة عبور رئيسية لعشرات الآلاف من المهاجرين القادمين من القرن الأفريقي، بحثًا عن فرصة للهروب من الجوع والنزاعات، إذ سجلت المنظمة أكثر من 37 ألف مهاجر خلال الربع الأول من 2025 فقط، مقارنة بـ60 ألفًا خلال عام 2024 بأكمله.
ويرى مراقبون أن هذه الفاجعة تكشف مجددًا فشل المجتمع الدولي في توفير حماية إنسانية لهؤلاء المهاجرين، وضرورة التحرك العاجل لوقف نزيف الأرواح في عرض البحر، ووضع حد لشبكات التهريب التي تحول المعاناة إلى تجارة موت رابحة.