شهدت مدينة تعز، مساء الخميس، واقعة مريبة تطرح تساؤلات خطيرة حول غياب الأجهزة الأمنية، حيث كشف الصحفي المصور حزام مصطفى، عن نشاط مريب لعصابات مالية تقوم بشراء العملات الأجنبية من المواطنين بأسعار تفوق السعر الرسمي، أمام مقر شركة الكريمي بشارع محمد علي عثمان.
وقال مصطفى، في منشور على حسابه الشخصي بموقع فيس بوك، إنه شاهد أشخاصًا يحملون مبالغ مالية كبيرة يستدرجون العملاء الخارجين من الكريمي إلى جوانب الشارع، ويعرضون عليهم بيع الدولار والريال السعودي بأسعار مغرية تتجاوز سعر السوق الرسمية، مستغلين بذلك جهل البعض أو رغبتهم في الربح السريع.
وأكد ناشطون أن هذا التحرك المنظم يتزامن مع تحسن ملحوظ في قيمة الريال اليمني خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، بفعل إجراءات البنك المركزي اليمني في عدن، الأمر الذي أربك المليشيات الحوثية التي تعمل على ضرب الاستقرار النقدي من داخل مناطق الشرعية.
وفي تعليق له على منشور حزام، قال الناشط الحقوقي المعروف مجاهد القب إن "تلك العصابات ليست مجرد سماسرة عشوائيين، بل خلايا تابعة لمليشيا الحوثي، دفعت بها المليشيا إلى تعز بعد فشلها في سحب العملة الصعبة عبر شركات الصرافة".
وأضاف القب أن الحوثيين، بعد التضييق الأخير على السوق السوداء في عدن، يحاولون إغراق المناطق المحررة بعمليات منظمة لسحب العملات الأجنبية وإرباك السوق، ضمن استراتيجية اقتصادية تخريبية ممنهجة.
ورغم خطورة ما يحدث، لم تصدر أي جهة أمنية في تعز توضيحًا أو بيانًا رسميًا حول هذه التحركات المشبوهة، ما يفتح الباب لتساؤلات حادة حول دورها وفعاليتها، خصوصًا في ملف حسّاس يتعلق بالأمن الاقتصادي الوطني.