تداول نشطاء محليون، مساء اليوم الإثنين 28 يوليو 2025، صورة نادرة ومؤلمة تُظهر نجل الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، "مدين علي عبدالله صالح"، لحظة اعتقاله من قبل مليشيا الحوثي في ديسمبر العام 2017، عقب اغتيال والده مباشرةً في قرية الجحشي بسنحان.
الصورة، التي أعادت للذاكرة فصول المشهد الدموي الذي هزّ اليمنيين، أظهرت "مدين" بملامح شاحبة، منهكة، تغرق نظراته في بحر من الذهول والأسى، تحمل صدمة لا تُحتمل، لمشاهد لا تُنسى.
مصادر مقربة من أسرة الرئيس الراحل أكدت أن لحظة اعتقال مدين تزامنت مع مشهده الأخير المؤلم، وهو يرى والده علي عبدالله صالح مضرجًا بالدماء، يتلقى وابلاً من رصاص الغدر على يد عناصر قبلية موالية للحوثيين، بينما كان يحاول النجاة إليهم.
نظرة "مدين" تلك، كما وصفها صحفيون وحقوقيون، تختصر سنوات من القهر والخذلان، وتروي فصولًا من الخيانة في لحظة مفصلية كان فيها الزعيم ينزف ويموت على مرأى من فلذة كبده، دون أن يتمكن حتى من وداعه الأخير.
"تخيلوا شابًا يرى والده يُقتل، يُمزق بالرصاص، ثم يُجرّ هو إلى المعتقل، دون أن يُمنح حتى نظرة وداع أو فرصة لاحتضان جثمانه!"، كتب أحد النشطاء، مضيفًا: "نظرة مدين وقتها كانت كفيلة بأن تكتب مجلدات عن الغدر والخيانة وسواد القلوب".
وقد اعتبر مراقبون إعادة نشر هذه الصورة في هذا التوقيت رسالة مؤلمة تُعرّي الوجه الحقيقي للميليشيا، وتُسلط الضوء على الأثمان الباهظة التي دفعتها أسرة صالح نتيجة ما وصفوه بـ"تحالف الضرورة مع الشيطان".
هذه اللحظة، التي ظنّ الحوثيون أنها ستُدفن في ظلام السجون، تعود اليوم لتكشف حجم الخيانة وسوداوية المشهد اليمني الذي ما يزال يدفع ثمن الانقلاب والدم المسفوح في كل بيت.