هزّت منشورات المواطن رمزي العبسي، وهو معلم نازح من محافظة تعز، مشاعر اليمنيين بعد إعلانه الصادم عن عزمه إحراق كشكه الصغير الذي يعيل أسرته عبره في شارع هائل بصنعاء، كخطوة احتجاجية على قرار مليشيا الحوثي القاضي بإزالة البسطات والاكشاك من الشوارع الفرعية، دون تقديم بدائل للفئات الأكثر هشاشة.
العبسي، الذي أفنى 34 عامًا من عمره في السلك التربوي، قال إنه يتقاضى راتبًا لا يتجاوز 36 دولارًا فقط، ما دفعه، بعد النزوح القسري من تعز إلى صنعاء، إلى فتح كشك متواضع لبيع العطور وإصلاح الساعات. غير أن مشروعه الصغير لم يسلم من استهداف مباشر من قبل سلطات الحوثيين، التي بدأت حملة إزالة "قاسية" تطال أرزاق البسطاء تحت مبرر "تحسين المظهر الحضاري".
"كأننا نُطرد من الحياة"، يقول العبسي، الذي يصف قرارات الإزالة بأنها إعلان موت بطيء للفقراء، مشيرًا إلى أن نقله من شارع رئيسي إلى فرعي كان بمثابة ترحيل من مشنقة إلى أخرى، لكن اليوم بات القرار يهدد حتى هذا الحيز الضيق.
وفي منشور صادم، أعلن العبسي عن نيته إحراق الكشك يوم الجمعة 25 يوليو 2025، عند الساعة الرابعة عصرًا، أمام مرأى الناس وعدسات الإعلام، إن لم يتم التراجع عن قرارات الإزالة. وأوضح أن هذه الخطوة ليست انتحارًا، بل "صرخة من لا صوت له، واحتجاج ناري ضد من يصادرون حق الفقراء في الحياة".
وسرعان ما اشتعلت مواقع التواصل بتعاطف كبير مع العبسي، حيث أعاد آلاف الناشطين والصحفيين نشر قصته، معتبرين أن ما يتعرض له ليس مجرد قضية فردية، بل نموذج لمعاناة آلاف اليمنيين الذين أغلقت في وجوههم كل أبواب الرزق، نتيجة الحرب والفقر وغياب السياسات الاقتصادية العادلة.