بهدف استهداف ما تبقى من هامش حرية العمل الإعلامي في مناطق سيطرتهم، أقدمت مليشيا الحوثي الإرهابية في محافظة ذمار جنوب صنعاء المحتلة على إغلاق مركز “صقر للإعلام” التدريبي، في خطوة وصفتها جهات حقوقية بأنها "ضربة متعمدة لتأهيل الكفاءات وتكميم للعقول بدلًا من الأفواه".
وقالت المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين “صدى”، في بيان إدانة رسمي، إن الجماعة أجبرت المركز على توقيف أنشطته وإغلاق أبوابه، رغم امتثاله الكامل للتراخيص القانونية الصادرة عن الجهات التابعة للحوثيين أنفسهم.
وأكد الصحفي والمدرب الإعلامي صقر عبدالله أبو حسن، رئيس المركز، أن قرار الإغلاق جاء بعد سلسلة من الانتهاكات والضغوطات المتواصلة التي تعرض لها منذ انطلاق مشروع المركز قبل نحو عامين، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تمثل محاولة ممنهجة لخنق بيئة التدريب الإعلامي وحرمان العشرات من الشباب من فرص التمكين المهني والتأهيل الإعلامي.
وأوضح أن المركز كان بمثابة نافذة أمل لشباب المحافظة، وساحة تدريب مهني بعيدًا عن الاستقطابات السياسية، لكن الجماعة رأت فيه خطرًا على مشروعها التجهيلِي، فسعت إلى إغلاقه بكل الوسائل.
من جهتها، اعتبرت منظمة "صدى" أن ما جرى يُعد انتهاكًا صارخًا لحرية الإعلام والتعليم المهني، ويكشف مجددًا عن سياسة ممنهجة لعرقلة أي نشاط مستقل خارج عن سيطرة الفكر الحوثي القمعي، مطالبة بالسماح الفوري بإعادة فتح المركز واستئناف نشاطه دون قيد أو شرط.
ودعت المنظمة كافة المؤسسات الإعلامية والحقوقية المحلية والدولية إلى التضامن العاجل مع الصحفي صقر أبو حسن، والدفاع عن ما تبقى من الحريات الإعلامية في اليمن، خصوصًا في ظل توسع الانتهاكات الحوثية ضد الإعلاميين والمدربين والمؤسسات المستقلة.