كشف رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي عن محاولة استهداف مباشر للمبعوث الأممي إلى اليمن عبر خلية حوثية تم ضبطها مؤخرًا في المناطق المحررة.
جاء ذلك خلال لقائه، اليوم الثلاثاء، في قصر معاشيق بالعاصمة عدن، مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن وسفيرتي فرنسا وهولندا، والقائمة بأعمال السفارة الألمانية، كشف العليمي عن معلومات استخباراتية وأمنية تؤكد تورط المليشيات الحوثية في التخطيط لمحاولة اغتيال مبعوث الأمم المتحدة، ضمن مخطط أوسع لخلط الأوراق وتقويض الجهود الدولية الداعية للسلام.
وقال العليمي إن الأجهزة الأمنية اليمنية تمكنت مؤخرًا من تفكيك واحدة من أخطر الخلايا الإرهابية الحوثية، متورطة في تنفيذ سلسلة عمليات اغتيال استهدفت قادة ونشطاء وصحفيين وموظفين أمميين، من بينهم موظف في برنامج الغذاء العالمي تم اغتياله بمحافظة تعز، في سلوك يعكس طبيعة الجماعة التي تتصرف كمنظمة عابرة للحدود لا تقيم وزنًا لأي قوانين أو معايير إنسانية.
وأشار العليمي إلى أن هذه الخلية كانت تنفذ عملياتها بتخطيط وتمويل مباشر من قيادات الحوثي، ضمن شبكات اغتيالات وتهريب أموال وترويج مخدرات تعمل في عمق المناطق المحررة، ما يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن الإقليمي والدولي.
وحذر الرئيس العليمي من أن استهداف المبعوث الأممي لا يعني فقط ضرب جهود الوساطة، بل هو رسالة تحدٍ صريحة للمجتمع الدولي، ومحاولة لفرض واقع دموي على الأرض وإفشال أي حلول سلمية مرتقبة.
العليمي دعا الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لتصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، مؤكدًا أن هذا السلوك الدموي لا يترك أي مجال للحياد، بل يتطلب مواقف صارمة وحازمة لردع الجماعة التي تحولت إلى ذراع إرهابي لإيران في المنطقة.
كما شدد على أن استمرار الميليشيا الحوثية في مهاجمة المنشآت النفطية وتهديد الملاحة الدولية، وآخرها إغراق سفن تجارية وقتل بحارة من جنسيات مختلفة، يرسخ حقيقة أن اليمن لا يواجه تمردًا داخليًا فقط، بل يواجه تنظيمًا إرهابيًا عابرًا للحدود يهدد الأمن العالمي برمّته.
وأكد العليمي أن الحكومة اليمنية مستمرة في نهجها السلمي، رغم كل التحديات، وداعمة لجهود المبعوث الأممي وكل المبادرات الإنسانية، لكنها لن تتهاون في مواجهة كل ما يمس سيادة الدولة وأمنها القومي، مشيرًا إلى أن الخطر الحوثي تجاوز كل الخطوط الحمراء.