كشفت مصادر دبلوماسية غربية مطلعة عن عودة طائرات التجسس وسفن ومدمرات أمريكية إلى منطقة الشرق الأوسط استعدادا لجولة جديدة من التصعيد بالتزامن مع محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يزور واشنطن حاليا لإقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشن هجوم جديد على المنشآت النووية الإيرانية.
وقالت المصادر لموقع "إرم نيوز" إن التحركات الأمريكية الجديدة تزيد من التكهنات بشأن استعدادات أمريكية محتملة لعملية عسكرية جديدة ضد إيران.
كما يأتي الحديث عن جولة جديدة من الصراع الإيراني الإسرائيلي متزامنا أيضا مع رصد مواقع متخصصة في حركة الملاحة الجوية عودة طائرات التجسس الأمريكية لتنفيذ عمليات مسح فوق إيران ومنطقة الخليج العربي وبحر عُمان وذلك للمرة الأولى منذ توجيه القاذفات الأمريكية ضربات ضد المنشآت النووية الإيرانية في 22 من شهر يونيو /حزيران الماضي.
وبحسب المصادر الغربية ، فإن عودة طائرات التجسس للتحليق مجددا فوق المناطق المحيطة بإيران يعد مؤشرا واضحا على أن واشنطن تقوم بتنفيذ عملية جمع معلومات استخبارية؛ تحضيرًا لجولة ثانية من الهجوم على المنشآت النووية أو منصات الدفاع الجوية الإيرانية، خاصة بعد الضجة الكبيرة التي أعقبت تشكيك الوثيقة الاستخبارية المسربة بفعالية الضربة الأولى.
وأظهرت صور التقطتها أقمار صناعية في 26 يونيو/حزيران الماضي لمنشآت نووية إيرانية وجود نشاط حفر غير اعتيادي حول منشأة فوردو النووية الأكثر تحصينا والتي كانت ضمن المنشآت التي تعرضت لضربة من القاذفات الأمريكية.
ويتماشى وجود النشاط حول منشأة فوردو مع تقييم الوثيقة الاستخباراتية المسربة التي أكدت أن الضرر الناتج عن الضربة الأولى للمنشآت النووية الإيرانية كان محدودًا ولم يسفر عن تدميرها كما كان متوقعا.
وقالت المصادر الغربية إن إصرار الجانب الإسرائيلي على توجيه ضربة جديدة إلى إيران يأتي أيضا بعد التقارير التي أفادت بأن طهران بدأت بإعادة ترميم المواقع النووية وتحصين منظومة الدفاع الجوي وذلك من خلال شراء منظومات دفاع جوي صينية متطورة بعد رفض روسيا تزويدها بأنظمة مماثلة.
وكانت واشنطن طالبت إيران رسميًا عقب وقف إطلاق النار بالعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي والصاروخي في النرويج، لكن طهران أبدت رفضًا حتى اللحظة، مما زاد من حالة التوتر بين الجانبين.
يشار إلى أن الجولة الأولى من الصراع الإيراني الإسرائيلي المدعوم أمريكيا استمرت 12 يومًا في يونيو الماضي، وانتهت بوقف إطلاق نار بعد تبادل غارات جوية وضربات صاروخية بين الجانبين وتدخل القاذفات الأمريكية لتوجيه ضربة لمنشآت إيران النووية المحصنة.
ومع عودة الحديث عن احتمال تصعيد عسكري جديد بين البلدين، والذي يتوافق مع تصريحات إسرائيلية تشدد على ضرورة منع إيران من إحياء برنامجها النووي فإن المنطقة تبقى على حافة الهاوية وسط احتمالات توسع جغرافية المواجهة الثانية لتشمل دولا أخرى ترفض الدعم الأمريكي منقطع النظير للسياسات الإسرائيلية في منطقة الشرق الأوسط.
المصدر/ إرم نيوز