تحذير يعكس حجم التدهور الخطير الذي تعيشه البلاد، أطلق الصحفي محمد سعيد صرخة مدوية وصف فيها الأوضاع الراهنة في اليمن بأنها "الأسوأ على الإطلاق حتى مقارنة بسنوات الحرب الأولى"، متوقعًا انهيارًا شاملًا ووشيكًا يُنذر بتحوّل المدن إلى "كنتونات" تحكمها العصابات.
وفي منشور صادم على حسابه الشخصي بموقع فيس بوك، قال سعيد إن الدولة لم تعد تكترث لوقف انهيار العملة الوطنية، أو صرف مرتبات الموظفين، أو حتى توفير أبسط الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء، مشيرًا إلى أن همّ المسؤولين الوحيد هو نهب الإيرادات وتحويلها إلى حساباتهم البنكية داخل وخارج اليمن.
وأكد سعيد أن حالة الشعب وصلت إلى مرحلة مزرية من البؤس والصمت والانهيار النفسي والمعيشي، محذرًا من أن الصمت القائم حاليًا ليس إلا هدوءًا يسبق العاصفة.
"الكل صامت، يترقب، يدعو، ويتأمل.. لكن قد تحدث الكارثة، وتعم الفوضى، وسينقض الجائعون على القلة المتخمة في الداخل، لتسقط معها دولة الهوامير في الخارج"، قال سعيد.
وذهب الصحفي إلى أبعد من ذلك، مؤكدًا أن الوضع إذا استمر على ما هو عليه، فإن قيام الدولة من جديد سيكون مستحيلًا، متوقعًا أن البلاد تتجه إلى تفكك تام، قائلاً:"اليوم لدينا دولتان، لكن قريبًا قد نجد في كل مدينة خمس دول.. تُحكم بالسلاح لا بالقانون، وتسيطر عليها العصابات لا المؤسسات."
وفي ختام منشوره، وجه محمد سعيد دعوة عاجلة إلى الجميع للتحرك وإنقاذ ما تبقى من الوطن: "أنقذوا الشعب، أنقذوا البلد، أنقذوا أنفسكم قبل أن تجدوا أنفسكم وأهلكم بين مخالب الجائعين... اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد."
تحذيرات سعيد تأتي في ظل تصاعد الانهيار الاقتصادي، وتدهور سعر العملة، وغياب أي بوادر حقيقية للإصلاح أو المعالجات الجذرية، وسط ازدياد الهوة بين الفقر المدقع والثراء الفاحش في مؤسسات الدولة، وهو ما يدفع مراقبين للتنبيه بأن ثورة جياع قد تكون المسار القادم إذا استمر التجاهل الرسمي لهذه الكارثة المتنامية.