في ممارسات طائفية باتت تتكرر كل عام، حولت مليشيا الحوثي الإرهابية ذكرى عاشوراء إلى مناسبة موسمية لجباية الأموال وتطييف المجتمع وحشد المجندين، ضمن أجندة إيرانية تسعى الجماعة لفرضها بالقوة في مناطق سيطرتها، وعلى رأسها العاصمة المختطفة صنعاء.
وبحسب مصادر مطلعة، أصدرت قيادات الجماعة أوامر مباشرة لمشرفي الأحياء والدوائر والمؤسسات الحكومية، تقضي بتكثيف الفعاليات ذات الطابع الطائفي، وإقامة ندوات وأمسيات تعبوية، وتنظيم دورات قتالية تستهدف الشباب وصغار السن، تمهيداً لإرسالهم إلى الجبهات.
في غضون يومين فقط، شهدت العديد من القرى والمدن التي تسيطر عليها الجماعة أكثر من 350 فعالية، شملت تدريبات عسكرية وتخريج دفعات مقاتلين، بينما كانت مآذن المساجد تكرّس خطابًا مستوردًا من طهران، بعيدًا عن ثقافة المجتمع اليمني وتاريخه الوسطي.
وبالتزامن مع هذه الفعاليات، أطلقت المليشيا حملة ابتزاز ممنهجة طالت مئات التجار وأصحاب المتاجر في صنعاء ومدن أخرى، تحت مزاعم دعم “الأنشطة العاشورائية”. وشكا ملاك محال من أسواق عنقاد والمقالح والسنينة وهائل، من مداهمات مسلحة نفذها مشرفون حوثيون برفقة أطقم عسكرية، لفرض إتاوات بالقوة وتهديد من يرفض بالاعتقال أو إغلاق محله.
وتحولت ذكرى عاشوراء - بحسب السكان - إلى موسم رسمي للجباية والإرهاب المالي، لا علاقة له بالقيم الدينية أو المناسبة التاريخية، بقدر ما هو غطاء لأعمال النهب وتمويل الحروب.
ووفق ما أفاد به موظفون حكوميون، فإن الجماعة أجبرت المؤسسات العامة على إيقاف أعمالها والمشاركة في الفعاليات، فيما نُظّمت دورات عقائدية تعبّر عن التوجه الإيراني للجماعة، وتؤسس لخطاب طائفي دخيل على هوية المجتمع اليمني.
وقال “محمود”، وهو موظف في قطاع الاتصالات بصنعاء (اسم مستعار)، إن الحوثيين تجاهلوا معاناة المواطنين من انقطاع الرواتب، وانعدام الخدمات، وارتفاع الأسعار، بينما أنفقوا مبالغ ضخمة على مظاهر العاشوراء والدورات العسكرية. مؤكداً رفضه المطلق لحضور أي فعالية أو الانخراط في الدورات الطائفية.
وخلال أقل من شهر ونصف، نظّمت المليشيا خمس مناسبات دينية طائفية، أبرزها “عيد الغدير” و”يوم الولاية”، وذكرى وفاة بدر الدين الحوثي، مروراً ببداية العام الهجري، وصولاً إلى عاشوراء، ما يُظهر كيف تحولت المناسبات إلى أدوات لغسل العقول وتثبيت سلالة الحكم عبر الدعاية والتضليل.
وكان وزير الإعلام، معمر الإرياني، قد دعا اليمنيين إلى “هبة وطنية شاملة” لمواجهة ما وصفه بـ"النبتة الشيطانية" التي تمثلها جماعة الحوثي، مؤكدًا أن الجماعة تجهد في مسخ هوية اليمنيين وتحويل اليمن إلى مقاطعة تابعة لنظام الملالي في طهران.
وقال الإرياني إن ما تشهده صنعاء من فعاليات عاشورائية بطقوس مستوردة، يكشف حقيقة المشروع الحوثي القائم على التبعية الكاملة لإيران، وضرب النسيج الاجتماعي اليمني وفرض معتقدات دخيلة بقوة السلاح.