صفعة جديدة تتلقاها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، إذ تعرض أحد قيادييها لإصابة بليغة مساء يوم الإثنين، بعد أن أمطره مسلحون قبليون بوابل من الرصاص في قلب سوق الحزم، مركز محافظة الجوف، في عملية مباغتة تؤكد تصاعد حالة الغليان الشعبي ضد المليشيا.
وأفادت مصادر قبلية مطلعة أن القيادي الحوثي المدعو العقيد صالح عسكر محسن يحيى، أصيب بجروح خطيرة إثر تعرضه لهجوم مسلح في وضح النهار، وسط سوق مكتظ بالمدنيين، نفذه مسلحون قبليون غاضبون من الانتهاكات المتكررة التي تمارسها المليشيا بحق أبناء المحافظة.
وأوضح المصدر أن المهاجمين نفذوا العملية بدقة وسرعة، قبل أن ينسحبوا من موقع الحادث دون أن تتمكن مليشيا الحوثي من تعقبهم، في ما وصفه شهود عيان بأنه عملية نوعية خاطفة تضاف إلى سلسلة ضربات المقاومة القبلية المتصاعدة في الجوف.
وأشار المصدر إلى أن "عسكر" نُقل على وجه السرعة إلى مستشفى الحزم، وسط أنباء عن احتمالية نقله إلى أحد مستشفيات صنعاء بسبب تدهور حالته الصحية، وهو ما يعكس خطورة الإصابات التي لحقت به.
العملية تأتي بعد أسابيع قليلة من مقتل القيادي الحوثي محسن مهدي الشريف، المنتحل لرتبة "عميد" والذي كان يشغل منصب مدير أمن محافظة الجوف، في حادثة مشابهة قُتل فيها برصاص رجال قبائل، ما يكشف عن تحول لافت في نمط الرد القبلي من التظاهر والاحتجاج إلى العمل المسلح المباشر.
ويرى مراقبون أن محافظة الجوف، التي تشهد منذ سنوات تضييقًا ممنهجًا من قبل الحوثيين على القبائل، بدأت تدخل مرحلة جديدة من التمرد الشعبي المسلح، الذي يهدد بتحويلها إلى بؤرة استنزاف ميداني حقيقي لصفوف الجماعة.
كما أن تصاعد هذه العمليات يعكس فشل الميليشيا في بسط سيطرة كاملة على الجوف رغم حملاتها الأمنية القاسية، ويؤكد أن القبلية اليمنية لا تزال عصية على الإخضاع، وقادرة على تلقين الجماعة دروساً قاسية في الرد والمقاومة.
ولم تصدر ميليشيا الحوثي أي بيان رسمي بشأن الهجوم، في وقت يشهد فيه الشارع المحلي حالة من الغليان والتوتر، خاصة مع تصاعد الاعتقالات والمداهمات التي تنفذها الجماعة بحق المدنيين في أعقاب الحادثة.