آخر تحديث :الأحد-08 يونيو 2025-12:43ص
اخبار وتقارير

فضيحة مستحقي لحوم الأضاحي في تعز.. أسر فقيرة تُقصى وتجار وسماسرة يسرقون صدقات المحسنين

فضيحة مستحقي لحوم الأضاحي في تعز.. أسر فقيرة تُقصى وتجار وسماسرة يسرقون صدقات المحسنين
السبت - 07 يونيو 2025 - 11:28 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - محرم الحاج

تشهد مدينة تعز حالة من الغضب والاستياء بين الفقراء والمحتاجين الذين استُبعدوا من قوائم توزيع لحوم الأضاحي رغم حاجتهم الماسة إليها، وسط اتهامات خطيرة لجمعيات خيرية وسماسرة بالتلاعب والاختلاس في موارد تبرعات العيد.

على مدار الأيام الماضية، انتشرت أصوات المستحقين من النازحين والفقراء الذين فوجئوا برفض تسليمهم لحوم الأضاحي بحجة عدم ورود أسمائهم في الكشوف، رغم أنهم من الفئات الأشد فقراً والأكثر احتياجاً للدعم.

وفي جولة ميدانية ميدانية أجريت في مراكز التوزيع المنتشرة داخل المدارس، تم رصد تشكيل "عصابات" وسماسرة يستغلون اللحوم المخصصة للفقراء ويبيعونها بأسعار زهيدة بعيداً عن أعين المحتاجين الذين يزدحمون بالشوارع في انتظار دعمهم.

المواطن "م. ن. ع" عبر عن غضبه قائلاً: "كنا نعتقد أن الجمعيات الخيرية تخاف الله وتخدم المحتاجين، لكنهم نهبوا صدقات المحسنين التي أُعطيت لإعانة الفقراء".

وأضاف بشعر شعبي موجع: "مطاوعة تعز اضحو لصوص.. ياكلون اللحم وخلو الجلد بروف.. والمسكين ما حصل حتى عظم يبلل به خبزه".

العديد من المواطنين طالبوا بمراقبة حكومية صارمة لمراكز التوزيع وتنظيم العمل الخيري لمحاربة الفساد والاختلاس والتلاعب بصدقات الخير، داعين إلى تشكيل هيئة إشراف مستقلة تضمن نزاهة وشفافية الجمعيات التي يصفونها بالمسيسة والضعيفة الكفاءة.

وفيما يوجه بعض المواطنين أصابع الاتهام للسماسرة الذين يعيثون فساداً في توزيع اللحوم، عبر آخرون عن تحفظهم، معتبرين أن الأقربون أولى بالمعروف، متسائلين لماذا لا تتولى الدولة مسؤولية توزيع الأضاحي بشكل رسمي وتقسيطها للمواطنين بأسعار ميسرة؟.

على الجانب الآخر، دافع بعضهم عن الجمعيات، مؤكدين أن التجاوزات حالات فردية لا تمثل الأداء العام، وانتقدوا ما وصفوه بمحاولات الصحافيين زعزعة ثقة الناس في المؤسسات الخيرية.

في ظل هذه الفوضى، أطلق ناشطون حملات على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بإنهاء الممارسات المخزية التي تهين كرامة الفقراء وتستغل معاناتهم في ظل سنوات من الحروب والحصار والانقسام السياسي.

ومن جهة أخرى، لا يمكن إغفال وجود عدد من الجمعيات الفاعلة والمحترمة التي تواجه صعوبات وإملاءات داخلية وتهديدات متكررة، لكنها تبقى أمل الفقراء في ظل غياب الرقابة الفعالة.

هذه الأزمة تكشف مرة أخرى هشاشة المشهد الخيري في تعز، حيث تداخلت السياسة مع العمل الإنساني، وانعكست سلبياته على أضعف فئات المجتمع، التي لم تجد إلا آهاتهم وحديثهم عن الفساد والسرقة وسماسرة اللحوم، في عيد كان من المفترض أن يكون وقت فرح وأمل.