انتقاد لاذع هو الأقوى من نوعه، في موجة غضب جديدة فجّرها الصحفي البارز محرم الحاج ضد محافظ محافظة تعز نبيل شمسان، كاشفاً زيف الشعارات التي تُردد في المناسبات الرسمية، ومؤكداً أن المدينة تُحتضر تحت وطأة الفساد والجوع والتهميش.
وقال الحاج في منشور ناري رصده نافذة اليمن على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك، إن "محاولات المحافظ لكسب الجميع عبر سرديات كاذبة لم يعد لها آذان تصغي"، مشيراً إلى أن ما يحدث في تعز ليس سوى بيع للوهم في مدينة تتنفس من جرح عميق.
وجاءت هذه التصريحات على خلفية إعلان المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، والمؤتمر الشعبي العام، والتنظيم الوحدوي الناصري في محافظة تعز انسحاب ممثليهم من ما سُمّي بـ"المؤتمر الأول للشباب"، مؤكدين أن المؤتمر خرج عن أهدافه الوطنية. واعتبر الحاج أن هذا الانسحاب "خطوة وطنية مدروسة" تهدف إلى الحفاظ على المبادئ والقيم الحقيقية، لا تلك التي تُباع في المؤتمرات والندوات.
وأضاف الحاج بلهجة غاضبة: "الناس في تعز تموت بصمت كل يوم... بين انعدام الخدمات، وصمت قادة فاسدين باعوا المدينة منذ سنين، واليوم يزيدون وجعها بشعارات جوفاء لا تشبع جائعًا، ولا تعالج مريضًا، ولا تحمي طفلًا".
ووصف مشاهد الشوارع والأسواق بأنها مأساة حية، قائلاً: "الأطفال والفتيات والشيوخ يتسولون أمام المطاعم والجولات في مشاهد لا تسر صديقًا ولا عدوًا، والشباب يعانون من حالات نفسية وعصبية وضياع تام".
وأكد أن الفئة المسحوقة من الشعب "لن تجد أمامها سوى كسر قيودها بقوة الغضب" إذا استمر الوضع الكارثي، محذرًا من انفجار شعبي وشيك، وسط تجاهل السلطات للحقائق ومعاناة الناس.
وختم الحاج منشوره بتحذير صريح: "استمرار السلطة في أساليبها الرديئة وغياب التغيير الجذري، سيقود إلى مرحلة لا مجال فيها للخطابات أو الوعود السخيفة"، مضيفاً: "اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد... والله غالب على أمره".